| الزواج الثاني.. أسبابه وأضراره ومتى يكون ظلما للمرأة

كتب حماده جمعه
تعد مسألة تعدد الزوجات من الأزمات التي تؤرق الحياه الزوجية والأسرية لكل مرأة، حيث ترى عدم أحقية الزوج في الارتباط بأخرى، طالما لم تقصر مع زوجها، وليس بها عيب، وتعتبر زواجه الثاني غدرا وخيانة، بينما تعزز طبيعة الرجل النفسية لديه الرغبة في التغيير، بعكس المرأة التي تحب الهدوء والاستقرار.

وسمح الإسلام للرجل بأن يتزوج 4 نساء، ولكن بضوابط ومعايير، تكفل حق الزوجة الكامل، فإن كان قادرًا على الإيفاء بهذه الشروط والمعايير يسمح له بأن يتزوج أكثر من امرأة وإن لم يقدر فلا يكن مؤهلاً لذلك.

حكم الزواج الثاني

الإسلام لم يجعل الزواج بامرأةٍ ثانية مستحبًا ولكن جعله مباحًا تحت ظروف معينة فعندما جاء الاسلام كان تعدد الزوجات موجودًا فكان الرجل قد يتزوج عشرة نساء أو اكثر فأتى الإسلام وحدد ذلك ب4 زوجات تحت الضوابط والمعايير.

ويقول الفقهاء يكره للرجل إذا كانت زوجته تعفه وتعينه على طاعة الله أن يتزوج بأخرى، فقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج للرجل لا ليقضي شهوته الجنسية فقط ولكن ليسكن إليها مما يخفف التوتر النفسي ويخفف القلق والإحباط ويزود فرصه بالعطاء ويعطيه راحة نفسية كبيرة .

ويسمح الزواج بثانية للضرورة فقط والتي تكون في:

عندما تكو ن المرأة لا تنجب فيحق للرجل أن يتزوج بثانية لكي يرزق منها بالأبناء.

عندما تكون الزوجة مريضة لا تقدر على الوفاء بحقه الشرعي كزوج .

كثرة عدد النساء في المجتمع لمواجهة العنوسة فقد يكثر عدد النساء في بعض المجتمعات بسبب هلاك الرجال في الحرب مثلا.

الأسباب التي تدفع الرجل للزواج الثاني

تقول الدكتورة عايدة منصور، استشارية الصحة النفسية، أن الأسباب التي تدفع الرجل إلى الارتباط بامرأة أخرى كثيرة ومتعددة، وليس شرطا أن تكون جميعها من صنع المرأة، لأن الرجل له أخطاء مثل المرأة، ولكن بحكم ثقل المسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة تلصق بها جميع مسببات تدهور الحياة الزوجية، وبالتالي يلجأ الرجل إلى الحل الأسهل ويتزوج بأخرى، اقتناعا منه بأنه سيجد الدفء العاطفي والاستقرار النفسي.

وأشارت- بحسب “البوابة”- إلى أن الرجل له طبيعة نفسية متغيرة، وهذا يعزز لديه الشعور بالملل من روتين الحياة أو طبيعة العمل، ولكن لا يجد من يحمله مسؤولية هذه التغييرات سوى الزوجة، ويقوده الفكر المتغير إلى إقامة علاقات جديدة، اعتقادا بأنها الحل الأمثل للقضاء على الملل.

فيما يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، إن شعور الزوج بتوقف حياته وجمودها، يدفعه إلى الزواج من أخرى لتلبية احتياجاته وتوفير الراحة له، لا سيما أن بعض الزوجات يفضلن الاهتمام بالمنزل ويهملن الزوج، مما يشعر الزوج برتابة في الحياة الزوجية.

ويوضح أن المجتمع يحمّل المرأة جميع الأخطاء الأسرية والزوجية، فعندما تخطئ أو تمرض يجد الرجل مبررا للزواج بأخرى، بينما يعيب عليها المجتمع إذا طالبت بالطلاق في حالة مرض زوجها أو أخطأ في حقها.

شروط الزواج الثاني

وأكد “صادق” أن الإسلام وضع شروطا للزواج بأخرى، مثل القدرة والعدل في المعاملة، وبالتالي فإن الحالة المادية الميسورة للزوج تعزز لديه الرغبة في الزواج بأخرى، بالإضافة إلى حالته الجسدية وإدراكه لأهمية العدل بين الزوجات من الدوافع القوية لإتمام الزواج الثاني، حتى وإن رفضت زوجته الأولى.

وتؤكد نور عابدين، استشارية الصحة النفسية في مصر، أن الزوج له الحق في الزواج بأخرى، بشرط العدل بينهما، ومراعاة أولاده وعدم التقصير في حقوقهم، مشددة على أهمية مناقشة زوجته قبل الزواج بأخرى، ومعرفة الأسباب التي أدت به إلى هذا التفكير، لا سيما وأنها قد تعدل من أخطائها لو وجدت.

ويقول الخبراء في توضيح معنى العدل، هو المساواة بين زوجاته فى النفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون فى مقدوره واستطاعته، وأما العدل فى المحبة فهو غير مطالب بها لأنه لا يستطيعه، لكن على أرض الواقع لا يوجد رجل يفعل ذلك.

فإذا خاف من عدم العدل بين زوجاته، كان محظوراً عليه الزواج بأكثر من واحدة. قال تعالى : {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} [_النساء: 3

ظلم للمرأة

من جانبه فقد اعتبر أحمد يحيى عبد الحميد، أستاذ علم الاجتماع، إن المرأة تظلم من زوجها الذى يتزوج عليها مرة ثانية بدون سبب، معتبراً ذلك عدم تقدير لدور المرأة وما فعلته معه طوال رحلة زواجهما.

واشار- بحسب صحيفة “الأهرام”- الى أن المرأة قد ترضى أن تعيش مع زوجها رغم أن “عينه زايغة” إما من أجل أولادها، أو لعدم وجود مكان يؤويها، أو بسبب الخوف من نظرة المجتمع الذى يعيب عليها إذا طلبت الطلاق، فى حين إذا تزوج الرجل من أخرى فإن المجتمع يلتمس له الأعذار مثل إن زوجته لا تريحه أو لديها مرض.

ويؤكد أن بناء البيت الثانى لا يعنى التفريط فى الأول لأنهم أسرته، ولا يحل له التهاون فى تربيتهم، والتفريط فى رعايتهم، وليحسن لزوجته وليسترضيها لأن ذلك من حسن العشرة، ومن أجل الحفاظ على بيته وأبنائه.

أضرار الزواج الثاني

وأكدت الحقوقية الاردنية أنعام العشا، مديرة للبرامج ومكتب الإرشاد في المعهد الدولي لتضامن النساء، أن الزواج الثاني يؤدي لأضرار اجتماعية كبيرة تتسبب بالتفكك الأسري، وتراجع المستوى الدراسي للأطفال إلى جانب الأضرار الاقتصادية التي تتمثل بتدني مستوى الخدمات التي تقدمها الأسرة للأبناء في حالة وجود زوجة ثانية.

ولفتت- بحسب موقع “حياتنا” الأردني”- إلى ضرر آخر يقع على المرأة، وهو الضرر العاطفي، موضحة أن “زواج الرجل من امرأة أخرى فيه ضيم كبير لزوجته الأولى خصوصاً وأن دخول امراة أخرى في حياة الزوج أمر يضعف من عاطفته واهتمامه بأسرته الأولى”.

وأكدت أن الآثار السلبية لا تقتصر على الزوجة والأبناء بل تمتد لتشمل الزوج نفسه بما يرتب عليه من مسؤوليات جديدة وتكاليف حياة جديدة.

ونفت أن يشكل تعدد الزوجات حلاً للعنوسة، مشيرة إلى أن اباحة التعدد غير مرتبط بأي شكل من الأشكال بمشكلة العنوسة، مشيرة إلى أن “معظم من يتزوجون للمرة الثانية يبحثون عن زوجة صغيرة ولا يبحثون عن امرأة تقدم بها العمر ولم تتزوج”.

فيما أكد أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية، هايل عبد الحفيظ، أن ضرر الزواج النفسي يبدأ من عند المرأة التي تشعر بالامتهان لكرامتها من قبل زوجها، مشيراً إلى أن كره الزوجة في أن تشاركها امرأة أخرى في زوجها هو أمر طبيعي.

أما اثره على الأبناء، أكد “عبد الحفيظ” بأن زواج الرجل بامرأة أخرى يضطره لتقسيم وقته بين عائلتين ما يقلل من الوقت الذي يقضيه الأب مع ابنائه بهدف التربية والتوجيه إلى جانب خفض نسبة مصروفاته على ابنائه.

وأشار إلى ان الضرر الناتج عن تعدد الزوجات قد يتسبب في ايقاع العداوة بين الأب والأبناء وبين الأبناء من الزوجة الأولى والأبناء من الزوجة الثانية ما يؤثر على سلوك الأبناء ويؤدي إلى التفكك الأسري.

حقوق الزوجة الأولى

ويبين عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، محمد أبو يحيى، أن قانون الأحوال الشخصية الجديد يشترط على الزوج إخبار زوجته برغبته بالزواج، مضيفا: “وذلك من باب اخبارها وليس موافقتها”.

ويجب أن نذكر في هذا السياق بأن الإسلام سمح للمرأة أن تشترط في عقد الزواج أن لا يتزوج الرجل بثانية فإن ذكر هذا الشرط في عقد الزواج فلا يسمح للرجل بالزواج بثانية إلا للضرورة القصوى .
أما الزوجة الثانية، يجب على الزوج أن يعطيها ما يعطى للأولى ويجب أن يتقي لله فيها فهي أمانة في عنقه ولا يجوز للزوجة الاولى أن تسيء معاملة الزوجة الثانية .

يكون للزوجة الثانية الحق في الميراث كالزوجة الأولى والأولاد فيما يحسب حسب معايير الشريعة الاسلامية

شاهد أيضاً

جامعة بدر ومستشفى 57357 توقعان برتوكول لتدريب الاطباء على الجودة واعتماد المستشفيات

كتب : ماهر بدر أعلن الدكتور مصطفى كمال، رئيس جامعة بدر فى القاهرة، أنه تم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *