شبكة المراسل اليوم المصداقية … والخبر اليقين
مقالات مشابهة
بقلم : محـمد جمـال
– غالبًا ما نصف الشخص المتعجرف المستبد برأيه المتمسك بحكمه حتى لو كان هذا الحكم على خطأ بحكم قراقوش دون أن نعلم مدى صحة أو خطأ هذه المعلومة ، أو ندرك من هو قراقوش ؟ وعاش فى أى حقبة من حُقب التاريخ ؟ وما المنصب الذى تولاه فى هذه الفترة لكى نصبغ على حكمه بطابع الاستبداد ؟ ، وقبل ان نكشف حقيقة هذا الموضوع لابد أن نعرف جيدًا من هو قراقوش من الاساس ؟
– قراقوش أو بهاء الدين قراقوش هو رجل من رجال الدولة الايوبية قائد من قواد جيش صلاح الدين الايوبى ، كلفه صلاح الدين – عندما كان وزيرًا للخليفة العاضد اخر الخلفاء الفاطميين – بمراقبة هذا الخليفة بعد تخلص صلاح الدين من مؤامرة مؤتمن الخلافة جوهر الذى كان قائد الجند السودانيين فى الجيش الفاطمى اذ كان العنصر السودانى هو العنصر الغالب فى الجيش الفاطمى وذلك لكى يتوخى الحذر من الخليفة
كذلك أصبح بهاء الدين قراقوش المهندس المعمارى للتحصينات الدفاعية التى أنشأها صلاح الدين فى مصر ، اذ ولاه الثانى مهمة الاشراف على بناء السور الذى أراد صلاح الدين ببنائه ان يضم جميع عواصم مصر الاسلامية داخل محيطه وجلب له كل مايلزم من خشب وحديد وأحجار ، كما أنشأ لهذا السور عدة أبواب منها باب البحر وباب الشعرية وباب البرقية وباب القراطين ( باعة البرسيم ) أو الباب المحروق فيما بعد ، واستمر العمل بهذا السور حتى وفاة صلاح الدين .
كما أشرف قراقوش ايضًا – بأمر من صلاح الدين – على بناء القلعة وهى القلعة المعروفة بقلعة الجبل أو قلعة صلاح الدين التى بناها على جبل المقطم لتكون حصنه الحصين يلجأ اليه اذا تعرضت له ثورة داخلية من جانب أتباع الفاطميين وفلولهم أو خطر خارجى من جانب الصليبيين
– هذه كانت مهام بهاء الدين قراقوش الذى تولاها زمن صلاح الدين الايوبى ، أما عن السبب الحقيقى وراء ربط قراقوش وحكمه بالاستبداد فيكمن فى أن هناك رجل من مشاهير الدولة الايوبية يُدعى ( الأسعد بن مماتى ) صاحب كتاب ( قوانين الدواوين ) وكان بينه وبين قراقوش نزاع ترتب عليه بأن كتب له كتابًا يُدعى ( الفاشوش فى أحكام قراقوش ) ووصفه فيه بالعجرفة والغباء والاستبداد ، وارتبطت أوصاف قراقوش فى هذا الكتاب بأذهان المصريين حتى أصبحت شائعة بينهم حتى الآن
