لقاء مع الأستاذ محمد بن بالي صاحب القلم الذي يخط أسس المستقبل الواعد ومبدع بعطاءاته وشعره. وبأعماله المميزة والمفيدة .

 .

  اجرى الحوار الاعلاميه امال سلام
 

أبدا اللقاء كالعادة سؤال اعتيادي التعرف على الهوية الشخصية رد قائلا والعائلة؟

مواليد 1958 بولاية الشلف من الجزائر أب لستة أبناء كلهم موظفون الآن ما عدا الابن الصغير ” محمد أمين ” يدرس بالإعدادي  

_ماهو مسارك المهني؟

مساري المهني : بعد إنهاء الدراسة الثانوية والحصول على البكالوريا التحقت بمعهد التكوين لأساتذة التعليم المتوسط درّست لمدة سنتين ثم التحقت بالجامعة أنهيت دراستي واشتغلت أستاذا في التعليم الثانوي ثم ارتقيت إلى نائب مدير ثم إلى مدير ثانوية ثم التحقت بالجامعة أستاذا بقسم اللغة العربية وآدابها و أنا أدرّس بها منذ عشر سنوات خلت

  _هل لك دواوين؟

نعم لي ديوان مطبوع تحت عنوان : ويأتي الصباح في أكثر من 50 قصيدة وهناك مجموعات شعرية وكتابات نثرية تنتظر الطبع

 

_هل سجلت شيئا بالتلفاز؟

نعم كان لي نصيب بالإذاعة سجلت عدة لقاءا ت تتعلق بسيرتي الإبداعية أما في التلفزة فكان ظهوري على هامش بعض الملتقيات الأدبية

  كل شخص يميل لأشياء يحبها حبذا لو نعرف عنها؟

مولع بكرة القدم ، لا أعشق فريقا بعينه إلا الفريق الوطني أحب الأغاني الشرقية القديمة لعبد الحليم وفريد الأطرش ، لست من محبي فيروز ولا أم كلتوم وقصائد نزار قباني المغنّاة أحب الطرب الشعبي الجزائري و لا أحب أغنية الرّاي أحب وردة وخاصة الأغاني الوطنية الملتزمة

 _ما أهم أعمالك؟

أنشودة المطر .. …

كنت أسبح في عينيك

تائهة .. صامتة .. و كانت

لحظات الصمت كافية لتحدث

في القلب الكثير .. الكثير ..

كنت شبه طفلة غير بريئة

، لا تأبه لتبرير نظرة خاشعة

، تختلسها دون استئذان منك ،

من عينيك المتلألئتين

بفيض ملائكي خلاب ..

يومها : كنا بمكتبة الجامعة .

. نجلس حول طاولة متقابلين .

. كانت أعيننا

متجهة إلى النافذة القريبة منا .

. في الخارج ،

كان المطر ينزل بغزارة شديدة

، غير معهودة ..

و كانت قطراته تتراقص على زجاج النافذة .

. و كأنها تريد استراق همساتنا ،

و وشوشاتنا ..

ثم تتدحرج منحدرة

مع الزجاج لتختفي في استحياء ..

و هناك ، غير بعيد عن أعيننا ،

فوق شجرة الصفصاف ،

استوقف بصرنا منظر

عصفورين قد التصق أحدهما بالآخر .

. و تلاحما ليشكلا جسدا واحدا .

. غير مكترثين بتهاطل المطر

فوق جسميهما الصغيرين ..

و كأن دفء تلاحمهما ،

و شقشقتهما التي تنبعث منها ألحان النشوة و الحبور .

. كأن حميميتهما هذه أنستهما برد الشتاء .

. .. ما أروع تلك اللحظات ، و أنت تنظر إلي مبتسما

.. و أنت تحدثني في هدوئك المعتاد قائلا : .

. يذكرني هذا المنظر الجميل

بتلك الأنشودة الرائعة عن المطر .

. تلك التي تلقيناها في الصغر ..

يومها كنا نردد ببراءة الأطفال

: يا إخوتي جاء المطر.. هيا اجلسوا تحت الشجر

.. هيا خذوا مني الزهر .. هيا كلوا هذا الثمر

.. لا تلعبوا جاء المطر .. و لما كبرت

، و قد فرقت مشاغل الحياة بيني

و بين أحبتي من رفاق الطفولة

، لم أنس هذا المنظر ..

كنت أتذكره كلما فتحت ديوان السياب .

. و قرأت أنشودة المطر .. .

. و كم كنت سعيدة بتلك اللحظات الحالمة

.. و أنت تحدثني بطريقة عفوية هادئة ،

عن السياب .. و عن أتعاب السياب ..

و أنت تروي لي حكاية العراق الجريح ،

و قد عبثت به يد القدر .

. و أنت تبشرني بعودة عشتار ..

و أنت تقرألي : عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ..

أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر .

. عيناك حين تبسمان ، تورق الكروم .

. و ترقص الأضواء كالأقمار في نهر .

. و دغدغت صمت العصافير على الشجر ..

أنشودة المطر .. مطر .. مطر .. مطر .

. و عندما هدأ المطر

، و توقفت حباته عن معانقة الزجاج .

. و عندما حرك العصفوران أجنحتهما ،

و كأنهما استفاقا من سبات نوم عميق .

. في هذه اللحظة الحالمة .. الباسمة .

. أطل قوس قزح بألوانه الزاهية الباهية ليقدم لنا ..

و لنا وحدنا ، تحية رومانسية ، قائلا :

ـ رغم برودة الشتاء ، فمساؤكما أحلى مساء ..

. رسـالة .. إلى قابيــل .. … قابيل يا ولدي تعال ..

و جدد خطايانا… مشاهدة المزيد رسـالة

.. إلى قابيــل .. … قابيل يا ولدي تعال .

. و جدد خطايانا و لملم ما تبقى

من بقايانا و ما خلفته الحروب .. تعال ..

و ارسم تعاستنا و ما رصدت حكايانا من شائعات الذنوب ..

… قابيل يا ولدي حين تختلف الدروب

و حين تنعانا ضحايانا و حين يضطرب الموج و ترتجف السفينه ..

سنجني حماقة حبنا و ما نسجته الخطوب سنجني ..

أكاليل منمنمة بالشحوب و باقات معطرة بالدماء ..

. لا بد أن تعود … ما زال ينتابني ذلك الشعور الغريب ..

ما زال يرفض مفارقتي رغم مرور الأيام ، و الشهور ،

و السنين .. كنت أفضل الجلوس وحيدة

، تحت شجرة الصفصاف .. بعيدا عن أعين زميلاتي .

. اللائي كن يبتسمن خفية .. و يتبادلن النظرات .

. حينما يرونك قادما من هناك

، و المحفظة المعلقة على كتفك تراوح مكانها صعودا و نزولا .

. كان قدومك نحونا يرعبني .. يثير أحاسيسي ..

يجعلني أرتجف كورقة خريفية يداعبها النسيم ..

كنت أتلهف لرؤيتك و لكنني أرتعش حين أراك ..

كم كانت تؤلمني همزات زميلاتي و غمزاتهن

.. كنت أبتعد عنهن شيئا فشيئا ،

و أسند ظهري إلى جذع شجرة الصفصاف .

. كنت لا أغادر مكاني حتى تمر أمامي ،

و أسمع منك تحيتك الدافئة .

.ما زال إلى الآن صداها يرن في أذني ..

كل ما فيك جميل .. كل ما فيك مخيف ..

ما زلت هنا تحت شجرة الصفصاف أنتظر .

. و تمر السنين و السنين .

. لتسلب الأيام مني تلك الطفلة البريئة المشاكسة

، و تحل محلها المرأة المهزومة

، المكسورة الوجدان ،

ما زالت تحت شجرة الصفصاف تنتظرك ..

و لا تنتظر غيرك ..

لا بد أن تأتي ..

أن تمر أمامها مبتسما .

. أن تحييها تحيتك المعهودة .. الدافئة ..

لا بد أن تعود ما دامت تنتظرك ..

. معلقة الحب ..

شعر محمد بن بالي / الجزائر . مرفوعة إلى الوطن المفدى ، بمناسبة الذكرى ” الستين ” لاندلاع الثورة التحريرية .. (01 نوفمبر 1954 ) وقفــت بعكـــــاظ كي تسمعــــي … ” معلقة الحــب ” من ” عنتـره

وقفــت طويـــــلا و لم تجزعـــــي .

.. وقفـــت كـ “لاميــة الشنفــرى

” وقفــت طويــــلا و لم تركعـــــــي ..

. لشيــــخ القبيـــلة ..

للمجــــزره وقفــت طويـــلا و لم تخضعــــــي .

.. لروح التمــزق ..

للسمســـــــره و أوحيـــت بالشعـــــــــــر للمبدع …

فقام يحييـــك و استبشــــــــــر تعالي ..

تعالي ، لكي تصنعـــــي … قصيــدي ،

فذا الشعــر قد أدبــر تعالي .

. تعالي ، لكي تزرعــــــي …

بذور الحياة بميـــت الثـــــــــرى يخامرني الشــــوق في مضجعي …

و في مضجعي الشوق قد أبحر و ينعشني الروض في مرتعــــــي ..

. و في مرتعي الروض قد أزهـــر أميطي اللثام ،

و عي ، و اسمعي …

نداء الحبيــــب إذا استنصـــــــر و لا تفضحي حــب من يدعــــــي …

وفاء ، إذا الحـــب قد أثمـــــــــر و لا تمسحي الحــزن من أدمعـي …

فدمعــي مديـــن لما قد جــرى جزائـــــــر ..

مأواي .. مستودعـي …

و جســـر التواصـــل بين الورى مسافــرة أنت في أضلعـــــــــــي …

كحلم الطفـــولة يا جوهــــــــره جزائـــــــر .

. أمــــاه .. لا ترجعــي ..

. أسيـــرة ذل و مستعمــــــــــره جزائـــــــر ..

أمـــاه .. لا تقطعــي …

وصـــال الذي تـــاب و استغفــر جزائـــــــر ..

أمـــاه .. لا تدفعـــي …

بأحلام قلبـــي إلى المقبــــــره

شاهد أيضاً

زيارة وفد إعلامي عربي لعدد من الأماكن السياحية والأثرية بمصر

كتب : ماهر بدر اختتم وفد إعلامي من أبرز الصحف ووكالات الأنباء والتليفزيونات العربية زيارته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *