محمد جمال يكتب: محاولات الضباط الاحرار حول تحديد ميعاد ثورة يوليو 1952م

23 يوليو 1952 م ذلك التاريخ الذى عزم فيه الضباط الاحرار على الثورة على الاوضاع المصرية المنحطة من صراع الاحزاب وسيطرة الانجليز على الملك والاحزاب وخضوع الملك نفسه لحاشيته ، ولكن هل هذا التاريخ استقرت عليه لجنة تنظيم الضباط الاحرار فى بادئ الامر ؟ بالتأكيد لا

حددت هذه اللجنة عام 1955 م ليكون موعدًا لاندلاع الثورة وذلك لكى يستعيد التنظيم هيكله وووضع الخطط والتجهيزات الحربية التى تجعله فى أهبة الاستعداد للقيام بالثورة ، ولكن بعد قيام حريق القاهرة فى 26 يناير 1952م حرصت لجنة التنظيم على سرعة مبادرة ميعاد قيام الثورة ثلاث سنوات ليكون شهر نوفمبر عام 1952 م تاريخ وقوع الثورة ، كما قام الملك فاروق بتشكيل أربع وزارات مستقلين اى لم ينتموا الى اى حزب بسبب حالة الفوضى والاضطراب التى سادت مصر بعد حريق القاهرة بستة أشهر

وبعد ذلك فكرت لجنة تنظيم الضباط الاحرار فى تقديم ميعاد الثورة مرة اخرى وذلك بسبب اصدار الفريق محـمد حيدر – القائد العام للقوات المسلحة – قرار بحل مجلس نادى الضباط فى 16 يوليو 1952م لكى يُرضى الملك.

ثم عقدت لجنة القيادة بزعامة الزعيم جمال عد الناصر ثلاثة اجتماعات لمناقشة الموقف ايام 17 ، 18 ، 19 يوليو ذلك عندما أدركوا أن أجهزة الملك ترقبت أسماء 12 ضابطا من بينهم معظم أعضاء التنظيم ، كما جاء تعيين حسين سرى وزيرًا للحربية لكى يُطيح بهؤلاء الضباط بشتى الوسائل

وفى النهاية عزم الضباط على يوم 22 يوليو لكى للتخلص من الوزارة الجديدة التى تزعمها نجيب الهلالى ،ولكن لما صَعُبَ ذلك عقدت النية على يوم 23 يوليو ، وتكمن المرحلة الاولى من احداث الثورة فى السيطرة على القوات المسلحة واغلاق الوحدات المشتركة لمداخل القاهرة الشمالية والشرقية

كما تتضمن هذه المرحلة السيطرة على مبنى الاذاعة بمكاتبها واستديوهاتها وقيام مجموعات صغيرة من الضباط بالتحفظ على كبار قادة الجيش والطيران فى منازلهم لمنعهم من اتخاذ اى اجراء يعرقل سير الثورة

هذه هى محاولات الضباط الاحرار فى تحديد ميعاد لاطلاق الثورة التى حولت المجتمع المصرى من مجتمع ملكى يحكمه ملك من الاسرة العلوية الى مجتمع جمهورى يرأسه رئيس ينتخبه الشعب ومن مجتمع رأسمالى الى مجتمع اشتراكى .

شاهد أيضاً

الأزمة في تونس: كيف وصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟

تحقيق/حماده جمعه في عام 2011 انطلقت شرارة ربيع الثورات العربية من تونس، وما لبثت أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *