أين الاتحاد الأوروبي من احترام الحريات؟

بقلم: إنجي منطاوي

يؤسفني ما تردد من تصريحات الاتحاد الأوروبي الأخيرة حول حظر الحجاب والرموز الدينية من العمل وما هو إلا تأصيل لفكر العنصرية فى أبهي صورها، مخالفين بذلك أحكاما قضائية ترددت حول هذا الشأن وأقرت باحترام الحريات وارتداء الحجاب لاعتبار اختيار الزي من أول حقوق الإنسان واحترام حريته واختياره.
ومن حق جميع الرموز الاشتراك والمشاركة فى العمل السياسي، إذا توافرت لديهم الإمكانية لذلك، وكانوا يحملون فكرا إصلاحيا معتدلا يهدف لإصلاح ما عليه العالم فليس بالزى وحده نحكم علي الأشخاص، ولكن بقدرته علي احتواء الآخرين وفكرهم وآرائهم ومحاورتهم ومدى قدرته إلي التوصل معهم لنقاط اتفاق واحدة.. فاختيار الزي هو أول حق للإنسان يجب احترامه وإن كان هذا التصريح نافذا فى وجهه فما بعده إلا إقصاء رأيه وفكره حتى لو كان يحمل فكرا إصلاحيا ومعتدلا.. وسوف يأتى دول الاتحاد الأوروبي بعد ذلك يتشدقون بشعارات احترام الحريات وحقوق الإنسان وهم أكثر من يهدرها بتصريحات غير مسئولة ومتناقضة.. وهذا ما ندينه بشدة ونأمل العدول عنه لأن مثل تلك التصريحات، لا تزيد الوضع العالمى غير قهر وظلم مما يزيد من حدة العداوة والتوتر في العالم أجمع.. فالسياسي المحنك بالفعل هو القادر على التحاور مع جميع العقول والأفكار مهما كانت معارضة له وإقناعها بالعقل والمنطق والحكمة وليس بالقوة والسلطان وإصدار القرارات الظالمة المعادية والعنصرية.. فاحترام العقليات مهما كانت هى ضرورة قصوى ومجال إبداء الرأي واحترامه لابد أن نفسح له المجال ليسع الجميع.. ومنهج الحيادية، الذى يعنيه الاتحاد الأوروبي لا يكون أبدا بالإقصاء والعنصرية وتحديد الملابس والأزياء لمن يشتغلون في العمل السياسي، ولكن بإفساح المجال للتيارات المستقلة التي تتسم بعدم الانحياز لأي من أطراف الحزبية لمنع التقتال والتناحر فيما بين الناس، وخاصة المؤيد والمعارض.. فنحن أوطان تتكون من فئات وطوائف وتيارات مختلفة يجب احترامها كل على حدة وعدم إهدار أي من حقوقها وإفساح المجال لها أكثر لإبداء رأيها وأخذ المشورة فيما بينهم وبين بعضهم البعض، والتوصل لكلمة سواء يتفقون عليها لا بالعنصرية والاضطهاد لأنهما لا ينتج عنهما إلا مزيد من العنف والتطرف، وهو ما يزيد الأمور تعقيدا والمنطقة توترًا.

شاهد أيضاً

توحيد سلم الرواتب ومكافأة نهايه الخدمه للعاملين في الدولة

بقلم : أشرف عمر رواتب الموظفين في اي دوله تلتهم اكبر قدر من الدخل القومي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *