إقتحام مقر نقابة الصحفيين

بقلم / ماجي الدسوقي

ان اقتحام نقابة الصحفيين من قبل وزارة الداخلية بعد ثورتين ظاهرة وبادرة خطيرة جدا ،وقد تم ذلك لالقاء القبض على اثنين من الصحفيين وهما عمرو بدر ومحمود السقا . اما التهمة الموجهة لهما فكانت التحريض على المظاهرات بخصوص جزيرتي تيران وصنافير . والأكثر غرابة مما سبق ان اللواء ابو بكر عبد الكريم المتحدث بإسم وزارة الداخلية أكد ان الصحفيين ليسا من أعضاء النقابة بينما أكد رئيس النقابة أنهما عضوان سابقان في النقابة !!ترى من نصدق ؟
كان من المفروض ان يتم استدعاء الصحفيين من قبل وزارة الداخلية والتحقيق معهما حول التهم الموجهة لهما وهي التحريض على المظاهرات بدون اللجوء الى اقتحام النقابة والذي يسئ جدا للوزارة . ان لم يمتثلا للاستدعاء يجب اخطار رئيس النقابة وثم الحضور اليها بدون شوشرة .هل سيبقى زوار الفجر ام الظهيرة ام المساء ام الليل عنوانا متأصلا لوزارة الداخلية ؟ الرئاسة استنكرت هذا العمل المشين من قبل وزارة الداخلية بمعنى أنه كان تصرفا شخصيا من وزير الداخلية فهو يتصرف كما يشاء وفي اي وقت يشاء على مسئوليته الخاصة ، فهل هذا يجوز في امر بسيط كهذا؟ الا توجد مئات القضايا في الوطن التي تجعل رجال الداخلية يتحركون لتحمل مسئولياتهم والتي هي أشد خطورة من مقالة صحفيين اثتيين ؟
اشعر دائما بأن بعض العقول الخبيثة والأصابع الخفية لا تريد لمصر الخير ، بل تتصرف للإساءة الى الرئاسة والوطن والشعب ، فلماذا ؟ يجب مساءلة وزير الداخلية نفسه عن هذه القضية وعساه ان يجد تفسيرا منطقيا ومقنعالما حصل !!!!! اما كان الاحرى برجال الداخلية ان يقنعوا عمرو بدر ومحمود السقابأنهما كانا على خطأ -مثلا – بسبب التحريض على المظاهرات في الوقت الذي تعصف بالوطن رياح قوية وعاصفة من الداخل والخارج ، بل ومن جميع الاتجاهات ؟ الاقناع والتفاهم وسيلتان للوصول الى حلول طيبة لصالح الوطن ،وليعلم الجميع ان الانشغال بمشاكل فرعية او جانبية ليس في صالح الشعب وليس الان وقتها المناسب . ان منظر رجال الشرطة لدى اقتحامهم النقابة وكأنهم يبحثون عن مجرمين هاربين يعتبر منظرا سخيفا جدا ولا يمت للواقع او الحق المدني بصلة . الحل الأمثل – كما أراه – دخول الشرطة الى النقابة بعد إعلام رئيسها والجلوس معه ومع الصحفيين وتناول الموضوع وديا واتخاذ القرار المناسب بدون إعلام ولا ضجة ولا مظاهر عنف .