كتب/ محمد البدرى
الرياضة هى الخط المانع للشباب من الانحراف وراء أصحاب العقول المريضة، والذين يدمرون أنفسهم بأنفسهم من خلال قضاء أوقات فراغهم فى شرب المخدرات أو الجلوس على المقاهى، أو الانحراف بشتى أنواعه. فإذا وجدت الرياضة فى بلد وانشغل بها الشباب فى أوقات فراغهم، قلما تجد مدمناً أو متعاط للمخدرات، أو منحرفاً، فإذا نظرنا إلى بلد تمارس فيها الرياضة بمختلف أنواعها، وتقام فيها الأنشطة المتعددة، يغيب مع تواجدها الانحراف والجريمة.
فمنذ عشرات السنين، بنيت مراكز الشباب فى جميع القرى والمحافظات، وكان ذلك الوقت الاهتمام بالرياضة يفوق الخيال، بل ونعجب نحن الشباب فى هذه الأيام مما نسمعه من أجدادنا وكبار السن فى القرى والنجوع، عن حبهم للرياضة وعن جمال وروعة مراكز الشباب فى أيامهم، بل وقد تكون هذه الأيام أيام حروب وعدوان فى فترة الاحتلال أو حرب الاستنزاف أو أكتوبر وغيرها، ولكن رغم كل الصراعات والحروب، لم تترك الرياضة مثل ما تترك فى هذه الأيام.
مركز شباب زليتم، هو أحد أعرق مراكز الشباب بقرى غربى بهجورة، تأسس منذ عشرات السنين، خرج منه الأبطال والرياضيون فى مختلف الأنشطة، ساهم فى نشر الفكر الحضارى والسلوك الأخلاقى القويم فى قرية زليتم أو القرى والنجوع المجاورة، كانت تمارس به الرياضات بمختلف أنواعها، وكان يسهر فيه الشباب يمارسون الرياضات حتى وقت متأخر من الليل، دامية قلوبهم، دامعة أعينهم على ما هم فيه الآن وما وصل إليه مركز شباب زليتم من إهمال.
فعلى الرغم من وجود موظفين به، ووجود هيكل إدارى كامل، إلا أن المركز مغلق 24 ساعة طوال العام، حتى أصبح خرابة مهجورة، تسكنها الحيوانات الضالة، فلا يوجد به ملعب يصلح للعب فيه، رغم كثرة عدد سكان قرية زليتم، والتى تعتبر أكبر القرى بغرب بهجورة، فبها إدارة الأوقاف، ومجلس محلى قروى غرب بهجورة، وبنك التنمية، ولا يوجد بها ملعب فى مركز شبابها يصلح لأن تمارس فيه الرياضة.
فإلى متى سيظل ذلك الإهمال خارج حسابات المسؤلين بالمحافظة، بل والجمهورية كافة، وأين وعد رئيس الجمهورية بأن عام 2016 هو عام الشباب، وها هو تغلق أمامه مراكز الشباب وتهجر وتخرب بإيدى العاملين فيها، فهل سيتغير الحال يوماً ما؟ أم سيبقى الوضع على ما هو عليه إلى الأبد.