تحرير سيناء بين حفلات مبارك وبرقيات طنطاوي وتحدي السيسي

كتب درويش سليمان

قالها بقوة “لن نفرط في شبر واحد من أرض سيناء”، قالها ليرج صدها وصدى حلمه العالم أجمع، إنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات ،الذى أكد بأن استرجاع أرض الفيروز كاملة أمر مسلم به من أيدي العدو الغاصب، معلنًا بأن الحلم الصهيونى أصبح رمادًا .
ولكن القدر لم يمهله أن يشهد ذلك اليوم الذي ارتفع فيه علم مصر خفاقًا على أرض القمر و الفيروز”، تزامنًا مع خروج آخر جندي إسرائيلي منها في 25 أبريل عام 1982، ليكون الرئيس الأسبق مبارك على موعد مع الاحتفالات باسترجاع أرض الفيروز ،و التي استمرت على مدار عقود كاملة في مثل ذلك اليوم من كل عام.
ولكن بعد أعقاب ثورة 25 يناير ، 4 شخصيات تولت حكم مصر في كان لكل منهم نصيبًا في الاحتفال بذكري تحرير سيناء ،وهم المشير حسين طنطاوي، والرئيس المعزول محمد مرسي ، والمستشار عدلي منصور، والرئيس عبد الفتاح السيسي ، منهم من ألقي خطابات طويلة بهذه المناسبة ومنهم من اكتفي بعبارات محددة اتخذت شكل برقية تهنئة أو تغريدات علي موقع التواصل الاجتماعي” تويتر.
فيما تطرق الرئيسان عدلي منصور وعبد الفتاح السيسي إلي التنمية كحلم منشود والإرهاب كتحدٍ خطير، ووصفوا ما تبنته مصر بعد حرب أكتوبر بأنه “سلام المنتصرين “الذي يحتاج إلي درع يحميه وهو القوات المسلحة “. وخصّ منصور ” القضية الفلسطينية ” بالذكر في خطابه ، بينما اهتم السيسي بأمن دول الخليج العربي والدول الأفريقية لاسيما دول حوض النيل ولكن “اتفقوا جميعًا في توجيه التحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل استعادة تراب سيناء
بوابة الوفد ترصد من خلال السطور التالية احتفالات الرؤساء المصريين بعيد تحرير سيناء .
الرئيس الأسبق حسني مبارك
كان الرئيس الأسبق مبارك ،صاحب نصيب الأسد في الاحتفالات بأعياد تحرير سيناء والتي حضرها لمدة 28 عامًا، وكانت الاحتفالات فى عهده لها طقوس محددة كل عام لإحياء تلك الذكرى ،فكانت تتنوع أساليب الاحتفال ما بين إلقاء كلمة للشعب المصري،يقدم فيها تهنئة بعيد تحرير سيناء ويذكرهم بما فعله أبطال القوات المسلحة وجنودها للوصول إلى ذلك اليوم، علاوة على الحفلات الغنائية التي كان يتم تنظيمها نهاية أبريل من كل عام .
ويذكر أن كان أول حفل غنائي للاحتفال أحيته النجمة وردة الجزائرية عام 1982 بأغنيتها “يا حلاوة يا ولاد”، احتفالًا بعودة سيناء، إضافة إلى الحفلات التي أحياها الفنان محمد الحلو بأغنية “أدي سيناء”، فضلًا عن حضوره لاحتفاليات القوات المسلحة التي كانت تقام بالجيش الثاني الميداني، وكان “مبارك” يضع أكاليل الزهور على قبور شهداء القوات المسلحة.
المشير طنطاوى
لقد شهدت المرحلة الانتقالية بداية من عام2011مرورًا بعام 2012،احتفالين لعيد عيد تحرير سيناء حيث بعث فيهم المشير حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة آنذاك، برقية تهنئة إلي قادة القوات المسلحة والضباط والصف والجنود، ،قائلًا: “يسعدني أن أبعث إليكم مهنئًا بالذكري التاسعة والعشرين لتحرير سيناء بعد نصر مجيد حققته القوات المسلحة في السادس من أكتوبر عام 1973 بتضحيات وبطولات جيل أكتوبر من رجالها الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
وأضاف ، ” ومع الاحتفال بهذه الذكري المجيدة أعرب عن اعتزازي واعتزاز المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعطائكم للوطن ودوركم في الحفاظ علي أمنه وسلامته واستقراره وصون مقدساته والذي حظي بثقة وتقدير شعب مصر العظيم.
وأما عام 2012 : نصت البرقية على “القادة والضباط والصف والجنود يسعدني مع الذكرى الثلاثين لأعياد تحرير سيناء وعودتها إلى الوطن الأم ، أن أبعث إليكم بأصدق التهاني بهذه المناسبة المجيدة، التي نحتفل بها كل عام اعتزازًا وتقديرًا بتضحيات وبطولات جيل أكتوبر من رجال القوات المسلحة والشعب التي فتحت طريقًا لاستعادة الأرض والعزة والكرامة.
المعزول محمد مرسى
كعادته كانت أحتفالاته تحمل شيء من عدم الاهتمام وكأنه لم يكن رئيس دولة يقدر مناسباتها الهامة ، فكان احتفاله بعيد تحرير سيناء بتغريدات على “تويتر” فهو السبيل الوحيد للرئيس المعزول محمد مرسي للاحتفال بالذكرى الوحيدة لتحرير سيناء أثناء حكمه في عام 2013.
ففى الوقت الذى صادف وجوده خارج البلاد في زيارة إلى الهند أثناء مرور تلك الذكرى، ما دفعه لإطلاق 3 تغريدات متتالية أرسل خلالها تحية واجبة لكل المصريين، وتهنئة خاصة لأهل سيناء في يوم عودتها و إلى القوات المسلحة قادة وجنود وضباط.
المستشار عدلى منصور
أما عن الرئيس السابق عدلي منصور غلب على خطابه الطابع الديني، حيث استعان بآيتين قرآنيتين إحداهما، للتأكيد علي مكانة سيناء، حين قال: “وبطورها أقسم رب العالمين جل وعلا فقال “والتين والزيتون وطور سينين .. فظل اسمها مذكورًا في القرآن الكريم .. يُتلى ويُتَعَبَّدُ به إلى نهاية الدهر”.
وقد قرر الاحتفال بذكرى تحرير سيناء على طريقته الخاصة، وذلك عبر قرار جمهوري بمنح العديد من الأوسمة والأنواط من الطبقتين الأولى والثانية ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، لعدد من الشخصيات السياسية والعسكرية، منهم أعضاء الوفد المصري في قضية التحكيم الدولي لطابا، وذلك تقديرًا لدورهم في هذه المواجهة القانونية التي ساهمت في رفع العلم المصري على آخر شبر من شبه جزيرة سيناء، علاوة على كلمة ألقاها للشعب المصري أكد خلالها على مكانة سيناء التي صاغتها الجغرافيا وعززها التاريخ.
الرئيس عبد الفتاح السيسي
كانت بداية الاحتفال فى عهد السيسى، بتحية قدمها إلى الشهداء مشيرًا إلى حرص مصر علي أمنها القومي وأمن الخليج العربي والاهتمام بالأوضاع في الدول الأفريقية لاسيما دول حوض النيل، وركز في جانب كبير من خطابه علي الحديث عن التنمية والإرهاب والثناء علي القوات المسلحة والتأكيد علي دورها في حماية سيناء وربوع الوطن ، ذكر كلمة ” مصر” في الخطاب “18 مرة”، و” سيناء ” 14 مرة، و” التنمية” 6″ مرات، والإرهاب ” 4″ مرات .
وهذه مقتطفات من خطابه، فقد قدم الرئيس التحية لرجال القوات المسلحة، وكل من ساهم في معركة تحرير سيناء حربًا وسلامًا، وكل من فاضت روحه الطاهرة الذكية وكل من روى بدمه أرض سيناء لتطرح أمنًا وسلامًا.
وشدد علي أن مصر حققت سلام المنتصرين، وهو سلام اختارته وجنحت له بإرادة واعية، مؤكدًا أن مصر ستظل حريصة على السلام وملتزمة به تحميه بقوات مسلحة قادرة تبذل أقصى جهد لتحقيق سلام شامل عادل لا يقتصر أثره فقط على تحقيق التنمية والاستقرار، وإنما يمتد للقضاء على أحد مبررات الإرهاب الذي تستند عليه الجماعات المتطرفة.
” وأوضح أن مواجهتنا للإرهاب والتطرف لا تقتصر على الداخل المصري، بل تتم في منطقة صعبة تموج بالأزمات والتحديات والمخاطر، وسط أمثلة عديدة من حولنا منها الانقسام الداخلي، إراقة الدم، وزعزعة الاستقرار”.
واختتم السيسي خطابة ، إلى أن مصر لا تملك انعزال قضاياها وتجاهل انعكاساتها على الأمن القومي الذي يرتبط بأمن واستقرار الشرق الأوسط وأمن الخليج العربي و منطقة البحر الأحمر والمتوسط، فضلًا عن الأوضاع في الدول الأفريقية لاسيما دول حوض النيل.

شاهد أيضاً

توحيد سلم الرواتب ومكافأة نهايه الخدمه للعاملين في الدولة

بقلم : أشرف عمر رواتب الموظفين في اي دوله تلتهم اكبر قدر من الدخل القومي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *