سيد تـَرامب لا تسب الكلاب فنحن حـُلفائهم

مقالة لزهر دخان
لا يخفى على الأشخاص بمختلف أنواع عقولهم ،أن الأزمة السياسية السلطوية في الولايات المتحدة قد بدأت بسبب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دوالد ترامب . ولكن هناك من ينتبه أكثر إلى باقي الأسباب المؤججة للصراع في هذه القضية. وأنا شخصياً من بين أهم المنتبهين منذ بداية الأزمة في سنة 2016م أثناء حملة ترامب الإنتخابية. وفي مواجهته السياسية ضد هلاري كلنتون ..
آن ذاك أخطأ ترامب فعلاً وأهان دولاً وأفراد. وكانت تلك الدول وأولائك الأفراد والمدافعين عنهم والمنحازين إليهم قد شرعوا مجتمعين في رد إساءة ترامب بما كاد يشبهها أو يفوقها ..وبالتالي أصبح خصوم ترامب منذ تلك الفترة سبباً هم أيضاً في إشعال فتيل لنار أزمة أحرقت في بلاد العم سام الكثير من الأكواخ ،وأبرزها كوخ العم توم الذي عادت نار العنصرية لتحرقه بعد مقتل جورج فرويد في سنة 2020م. وإنتشار الغضب في أمريكا تحت شعار حياة السود مهمة .
واليوم وتحت شعار حياة أمريكا الدمقراطية الحُرة مهمة. يشرع خصوم ترامب في تبرئة أنفسهم من التسبب في الغضب والتأزم السياسي المحلي وإلحاق التهمة برئيس أمريكا المنتهية ولايته .وفي هذا السياق قدم محامو ترامب دفاعهم لتبرئته من إتهامات التحريض على إقتحام مبنى الكونغرس الشهر الماضي ، وقالوا إن مساءلته “إنتقام سياسي” من الديمقراطيين. ولم تسمح لهم علومهم الدفاعية بمعرفة الطرق التي يتوصل بها ذكائهم إلى سبب إغضاب الشعب في أمريكا . ونسوا أن الدمقراطيين أيضا سيروا مسيرات معادية ومناهظة لترامب في سنة 2017م .وعلى إثر فوزه ضد هلاري . التي حرض حزبها آن ذاك ضد ترامب وهو رئيس وسعى لخلعه بحجة أنه متطرف .
وبعد ماإستغرق فريق الدفاع عن ترامب 4 ساعات للترافع عن موكله . وحاول إثبات أن ترامب لم يكن مسؤولا عن التحريض على أعمال الشغب التي وقعت في يناير الماضي . وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة. لا تبدو الأمور تسير لصالح ترامب الذي تخلى عنه محاميه جوليانو قبل حوالي شهر وأعلن أنه غير مستعد للترافع عنه في قضية الكابتول.
وتصدى للدفاع عن الرئيس الأمريكي الأسبق فريق دفاع من بين أفراده المحامي مايكل فان دير فين الذي قال : “المساءلة أمام مجلس الشيوخ هي إجراء غير عادل وغير دستوري وعمل من أعمال الإنتقام السياسي”. ورغم أنه وجه تهمة للحزب الدمقراطي تمثلت في دس السُم في طعام ترامب الذي يتناوله بالشراكة مع شعبهِ في جو يسُوده حُب الوطن ولا تسوده الكراهية . يبقى المحامي مايكل فان دير لا يدري بأن الدمقراطيون متهمون بتحريض الشعب على التظاهر والخروج في مظاهرات ضد ترامب .
مايكل فان دير قال أيضا “مجمل تصريحات ترامب لمؤيديه تمثلت في أن العملية الديمقراطية سوف تسير وفقا لنص القانون وينبغي أن تسير كذلك” وكان المحامي مقتنعا بولاء ترامب لوطنه ومنتبها إلى خطابه الذي تفوح منه البراءة ويشهد له القانون بالشرعية وقال المحامي أيضا “هذه ليست كلمات شخص يحرض على تمرد عنيف”.
أما الجهة التي عادت ترامب حتى ربحت سياستها التي طبقتها وإلتزمت بتطبيقها حتى النهاية دون أن تكترث لما قد يحدث لآمريكا. فهم الدمقراطيون وحلفائهم في أمريكا والعالم . ويهدف النائب الديمقراطي جيمي راسكين كبير المدعين في محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمام مجلس الشيوخ، إلى منعه من العودة إلى البيت الأبيض.
السيد راسكين تحدث لأعضاء الكونغرس يوم الخميس 11فبراير2021م وقال : “زملائي الأعزاء، هل يوجد داخل هذه القاعة ولو سياسي واحد، يؤمن بأن دونالد ترامب سيكف عن التحريض على العصيان بهدف تحقيق ما يبتغيه إذا سمح مجلس الشيوخ بعودته إلى المكتب البيضاوي مرة أخرى؟”. وهنا يجب أن ينتبه الكونغرس برمته وأمريكا بأكملها والعالم كله إلى أن الحزب الدمقراطي حرض على الثورة أكثر من الجمهوري وبدليل أنه ربح في النهاية . والقاعدة تقول أنه من يحرض أكثر ويستغل شجاعة وسذاجة الشعب أكثر يفوز بولاية رئاسية أمريكية .
كما تقول القاعدة الأخرى أن الأمركيين يعيشون طوال الأربع سنوات ينتظرون موعد التصويت لإختيار الرئيس الجديد .وخلال تلك الفترة يتنافسون أو يدوخهم المتنافسون ويستمر الدوار في رؤوسهم حتى تنتهي السنوات ويبدأ الصراع بين الحزبين مرة أخرى . وهذه المرة سعت الإدارة الجمهورية إلى عدم ترك السلطة بدون عقاب المزوريين الذين تملك ضدهم القناعة والأدلة على أنهم فعلا قد صرقوا نصر ترامب . وباقي القصة معروفة ونهايتها كانت يوم قرر ترامب الإعتراف بفوز بايدن . ولسنا نعرف لهذه القصة نهاية بعدما قررت نانسي بيلوسي مقاضاة ترامب … ولكننا متأكدين من أنها تحرض على سريان مفعول حالة الغضب والعنف والتطرف في وطنها .
وفي الوقت الذي يجدر بالدمقراطيين مساعدة الجمهوريين على التكافل الأمريكي ، وعدم المخاطرة بحياة أفراد الشرطة أو سلامة عائلاتهم أو مستقبل البلاد الديمقراطي ، يرى أنصار بيلوسي ورفاقها أنهم مُحقون في تأييد عزل ترامب بتهمة التحريض على العصيان.
ختاما تجدر الإشارة إلى أنه في حالة إدانة ترامب بالتهمة الموجهة إليه بعد إقتحام أنصاره للكابيتول يوم 6 يناير الماضي. سوف لن يطاله أكثر من حرمانه من الترشح للرئاسة الأمريكية من جديد. وهذا بالطبع ليس مؤثرا على ترامب الذي جازف بهذا الحق ، وأهدر فرصة عودته من بعيد لحكم أمريكا . مقابل إستعادة فوزه المصروق من قبل خصومه الذين لعبوا معه لعبة لا تسب الكلاب فنحن حلفائهم ؟؟!!

شاهد أيضاً

يوميات اكسبو 2020 دبى اقبال كبير من الزائرين على الجناح المصرى عقب الافتتاح الرسمى للفعاليات

دعاء عبد الحليم شهد الجناح المصرى المشارك فى فعاليات اكسبو 2020 بدبى اقبال كبير من …