فن النقد بين الأصاله والتأصيل

كتب حماده جمعه
كلاهما مخطئ……أحدهما من يزعم أن نقد الجندي للقائد أو الرعيه للراعي أو الاتباع للرءوس أمر لا يصح ولا يستساغ معللا ذلك بما لدي الرأس من معلومات غير متوافره لدي العامه ولأن القاده بما لديهم من خبرات ومهارات هم الاقدر علي الإستنباط والتحليل وإتخاذ القرار وعليه فإن الناقد لهم ممن هو دونهم في الرتبه قد تخطي ما له من صلاحيات وتجاوز حدود اللياقه بل والأدب
والثاني من يفتح باب نقد القادة علي مصراعيه بلا آيه ضوابط او قيود او معايير بل ولا يميز أبتداءا بين النقد الموضوعي والنقد السلبي الهدام ويدخل في النقد ما هو أقرب للسب او الإقصاء ودافعه إلي ذلك نشر ثقافة الحوار وبث روح التجديد والإبداع وإفساح المجال أمام الكوادر الشابه للمشاركه في صنع القرار لاسيما أن الثوره علي القديم هي موضة العصر
وصوت الحق لا شك أنه صوت ضائع بين ضجيج هذين النقيضين
فالنقد نوع من النصيحه وهي دين بل الدين هو النصيحه ولأئمه المسلمين قبل عامتهم ورب نصيحه من أشعث أغبر لا يؤبه له يأخذ بها القائد فيفتح الله علي يديه وقد كثرت نصوص الكتاب والسنه وفعل الصحابه والتابعين وتابعيهم في بيان فضل النصيحه ولو كانت من الأدني للأعلي
ومع هذا التأكيد علي أهميه النقد وعلي حاجة الامه الاسلاميه له فإن الشرع قد وضع له ضوابط وأصولا تضبطه وتحافظ علي الانتفاع به فلابد للناقد أن يخلص نيته وان يكون عالما بموضوع نقده وان يتخير الوقت المناسب والألفاظ المناسبه وان يتحلي بالرفق والموضوعيه وان يبتعد كل البعد عن الطعن والإقصاء والشخصنه وان يراعي قدر المنصوح ومكانته في مجتمعه كل ذلك لتؤتي النصيحه ثمرتها الطيبه وليلاقي نقده أرضا خصبه صالحه للبناء عليها من جديد
لذلك نقول
نعم للنقد البناء الذي يأتي عن نظر وتدبر وحرص علي شؤن الوطن فيصحح المسار ويجدده ويفتح آفاقا للإبداع والتطوير مع الحفاظ علي ثوابت الدين وإنزال الناس منازلهم ولا وألف لا للنقد الهدام الذي لا دافع له إلا حب التصدر وطلب الدنيا ولا طائل من ورائه إلا التشكيك في النوايا وهدم الرموز وزعزعة الثوابت وترديد الاكاذيب

شاهد أيضاً

توحيد سلم الرواتب ومكافأة نهايه الخدمه للعاملين في الدولة

بقلم : أشرف عمر رواتب الموظفين في اي دوله تلتهم اكبر قدر من الدخل القومي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *