محمد جمال يكتب: السلالة التى ينتمى اليها صلاح الدين الأيوبى

صلاح الدين الايوبى من الشخصيات التاريخية التى تركت اثارا واضحة فى نفوس العرب فاننا لاننسى حروبه مع الفرنجة وخاصة انتصاره عليهم فى موقعة حطين واسترداده بعد ذلك لبيت المقدس ومواقفه النبيلة تجاه اهالى بيت المقدس ، ولكن هل نحن على علم بأصله أو سلالته ؟ وكيف نشأ ؟ ، فالبعض مننا يعلم انه كردى الاصل ولكننا ايضًا لم نعلم من هو جده ومن هو ابوه وما هى ظروف نشأته ؟

ينتسب اصل صلاح الدين الايوبى وخلفائه من الايوبيين الى نجم الدين أيوب ابو صلاح الدين صاحب الاصل الكردى وكان أبوه شخص يدعى شادى أو شاذى من قبيلة الهُذْبَانية من القبائل التى قطنت ببلدة دوين التى تقع على اطراف ارمينية ، اتصل شادى بشخص يدعى بَهْروز الذى شغل وظيفة حاكم بغداد تحت السلطة السلجوقية عام 1108 م بعد أن كان مربيًا للسلطان مسعود السلجوقى ، منحه هذا السلطان قلعة تكريت لما له من مكانة سامية عنده ، فعهد الى حراسة هذه القلعة الى نجم الدين ايوب بن شادى ويُقال ان بهروز كلف شادى بحراسة القلعة ثم بعد ذلك آلت لابنه نجم الدين ايوب

حكم نجم الدين ايوب قلعة تكريت لمدة سنتين اكتسب خلالهما خبرة فى شئون الحكم والادارة ومحبة الاهالى ولكن بدأت العلاقة بين نجم الدين وبهروز يتعكر صفوها وذلك بسبب حادث اشترك فيه نجم الدين بكامل حريته ، يكمن هذا الحادث فى رغبة عماد الدين زنكى – حاكم الموصل – فى توسيع ملكه غازيًا بغداد عام 1131م خارجا عن سلطة الخليفة العباسى المسترشد والسلطان السلجوقى

فهُزم عماد الدين زنكى وقربت نهايته لولا نجدة نجم الدين ايوب الذى سمح له ان يعبر نهر دجلة الى تكريت ومكث بالقلعة حتى تداوت جراحه وغادر الى الموصل ومن هنا نشأت العلاقات الودية بين نجم الدين ايوب واخيه شيركوه وبين زنكى وفى الوقت نفسه ساءت العلاقات بين نجم الدين و بهروز الذى أراد ان يطرد نجم الدين من القلعة .

اتجهت اسرة نجم الدين أيوب الى الموصل سنة 1138 م فرحب زنكى بها واكرم وفادتها وأسند نجم الدين حكم بعلبك بعد غزوها وذلك لما يتمتع به نجم الدين من خبرة فى شئون الحكم والادارة كما قلد أخيه شيركوه قيادة الجيش وذلك لما يتحلى به من شجاعة واقدام

وفى أثناء خروج اسرة نجم الدين من تكريت متجهين الى الموصل وُلِد لنجم الدين ولد سماه يوسف الذى أطلق عليه فيما بعد صلاح الدين ، نشأ هذا الصبى فى بلاط زنكى فى الموصل أثناء حكم أبيه ببعلبك وتثقف بثقافة أهل عصره و حفظ القرآن واكتسب معرفة علوم الفقه والحديث

وبعد مقتل عماد الدين زنكى اتجه صلاح الدين يوسف مع ابيه الى دمشق ودخل فى خدمة نور الدين محمود بن عماد الدين زنكى ، فاعتمد نور الدين على شيركوه وابن اخيه صلاح الدين لضم مصر الى ممتلاكاته ، هذه هى ظروف نشأة صلاح الدين الأيوبى وخلفائه من الأيوبيين

واحيانا يتهم البعض شخصية صلاح الدين ببعض الاتهامات الباطلة مثل تصرفاته التعسفية ضد الفاطميين الشيعة ، فيمكننا القول لو افترضنا ان ذلك حدث بالفعل فيكفى ان صلاح الدين هو الذى تزعم حركة الجهاد ضد الصليبيين بعد عماد الدين زنكى وسيده نور الدين محمود وانتصاراته المتلاحقة ضدهم وتحصينات الداخلية التى أقامها فى مصر مثل بنائه للسور وقلعته المشهورة لكى يحمى مصر وهى بوابة المشرق الاسلامى من غزوات الفرنجة

ولو افترضنا ان ذلك الحدث بالفعل فلم نغفل مواقفه الشهيرة النبيلة تجاه صليبي بيت المقدس فكيف تسامح صلاح الدين مع معهم وفى الوقت نفسه يصدر هذه الاجراءات التعسفية ضد الفاطميين ؟ ، هذه افتراءات لا اساس لها من الصحة

شاهد أيضاً

الأزمة في تونس: كيف وصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟

تحقيق/حماده جمعه في عام 2011 انطلقت شرارة ربيع الثورات العربية من تونس، وما لبثت أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *