مصطفى كامل سيف الدين……يكتب السياسة العاهرة –

 

تلك التي تستطيع أن تقتل دون أن يحاسبها أحد تستطيع أن تنتهك الحرمات وتقلب الموازين والمعادلات، خارجة على كل القوانين والمحاكم والمحرمات. المال يستهويها والقوة والجاه، ترفع أناس وتذل أجناس، لا يراها إلا ذو ذكاء ولا يروضها إلا ذو دهاء، وإن كان قبيلها سفيه أو تافه أو رويبضة أو عاهر تلعب به الكرة وترميه حيثما تريد وأينما تريد وفي أي وقت تريد.هي تلك المرأة المتسخة في جوهرها، المزينة الجميلة في مظهرها، تلبس أجمل الأزياء المغرية، تضع المساحيق على وجهها بطريقة صاخبة؛ لتبدو أنها مميزة ومغرية، تسرح شعرها بطريقة ملفتة للأنظار لتبدو أنها تلك الراغبة، يكون عطرها مميز وثقيل ونفاث ومثير، تحاول أن تنعّم صوتها لتبدو أنها ذات دلال ودلع وتمايل وإغراء، تكون مشيتها ملفتة للأنظار تتظاهر بالتمايل والغنج ترقص لكل زبون على ليلاه وتغريه تحاول أن تخرج كل ما في داخله وتستهويه.لا تعترف بصديق ولا عدو وليس لها صاحب وقريب، تمارس الرذيلة مع الآباء والأبناء، وتقدر أن تستهوي قلوب الآلاف والملايين في نفس المكان وفي نفس الزمن، لها سحرها بحيث أنها تستطيع أن تسلب العقول والألباب من نظرة وحيده وأولى، لا تعترف في مكان وزمان ولا تراعى شعور إنسان، كل العقائد والمبادئ والقيم والعادات والتقاليد والأخلاق لها مستباحة لا تنام إلا في القصور ولا ينام معها إلا ذو رتبة ومنصب ومسؤول.تتحكم في المصائر والرغبات والميول، لا تعترف بكبير ولا صغير وليس عليها مسؤول ولا مدير، تحب أن تجدد الوجوه واللغات والموازين تقرب بعيد وتبعد قريب، تراها تنام مع الجار وجاره ومع الأب وابنه والأخ وأخيه والصديق وصديقه والعدو وعدوه والصديق وعدوه، تبتسم لهذا وتدير وجهها عن هذا وتقبل هذا وتصفع هذا هي نفسها فقط تعرف مع من تقف ولمن تدير وجهها، الكل يراها جميلة وهي ترى جميل وقبيح، تسعى إلى أحدهم وتبتعد عن الآخر وتروي ظمأ أحدهم وتميت أحدهم جوعاً وعطشاً، تبعد القريب عن قريبه وتقرب الصديق من عدوه.تستطيع أن تقتل دون أن يحاسبها أحد تستطيع أن تنتهك الحرمات وتقلب الموازين والمعادلات، خارجة على كل القوانين والمحاكم والمحرمات. المال يستهويها والقوة والجاه، ترفع أناس وتذل أجناس، لا يراها إلا ذو ذكاء ولا يروضها إلا ذو دهاء، وإن كان قبيلها سفيه أو تافه أو رويبضة أو عاهر تلعب به الكرة وترميه حيثما تريد وأينما تريد وفي أي وقت تريد.نعم هي العاهرة التي لا تعترف إلا بالمصالح والرغبات ولا تنظر إلى مشاعر وعواطف وأحاسيس وطلبات فإن لم تقدر عليها ولم تفهمها ولا تقدم على مصلحتها مصلحتك قتلتك دمرتك تلاعبت في آمالك وأحلامك وطموحاتك وأخذت كل ما تريد منك وأسكنتك في مهاوي الدرجات.

شاهد أيضاً

الأزمة في تونس: كيف وصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟

تحقيق/حماده جمعه في عام 2011 انطلقت شرارة ربيع الثورات العربية من تونس، وما لبثت أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *