ملكتم العقول .. فانطلقت البطون

بقلم / عبدالوهاب علام
يعنفون الشعب بانه بات اكثر تفكيره يكمن في بطونهم فهل سألتم القوم قبلهم فيما جعلتمونا نفكر وفيما اثرتمونا ان نبدع ونبتكر حتى ينتقل تفكيرنا الى اعلى البطن حتى يصل الى العقل ؟
مشهد عبثي يتكرر يوميا من حفنة من الاعلاميين وضيوفهم في وصلات ردح منتظمة ومنظمة على كل الفضائيات تنعت الشعب باقزع الاوصاف |، وانه بات فارغ الهوى فقط لايهمه سوى ملء بطنه , فهذا يحلل وهذا يفسر واخر يضرب بيده مائدة الحوار متقمصا دور الوطنى الاوحد الذي كثيرا ما يرى الحلول امام عينيه ولكن هذا الشعب الشره الشهوانى هو الذي يقف حجر عثره امام تنفيذ تلك الرؤي وكاد ان ينطقها على غير خجل ابيدوا الشعوب لتصلوا لقمة الانجاز .
واخرى ترى من وجهة نظر خادعة خاضعة تتحدى فيها كل قواعد المنطق بانه على الشعب السفيه ان يتقشف وان لا يسرف ، مرتدية ثوب رابعة العدويه تنقصها تلك المسبحه قائلة بصوت غاب عنه الايمان (ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين ) ولا ادري هل تقصد المبذرين ام الاخوان ؟؟
مشهد واحد يتكرر رغم اختلاف ممثليه ، روايه واحده يكتبها كاتب واحد لكنها تعرض على جميع خشبات المسرح ، يستاء الجمهور ويترك المسرحيه ليبقي الممثلون وكاتب الروايه ليصفقوا لانفسهم .
ستون عاما وقبلها المئات تركوا الشعب واستحوذوا بالقرار جعلوا الشعب طفلا رضيعا واقنعوه انه بات قاصرا ووجبت عليه الوصايه اختيارا او اجبارا لم تعد تفرق فقط عليك ان تقبل بالوصايه ، فقط سنحكمك من اجل توفير العيش لك ، من اجل حياة كريمه ، من اجل العمل .
نسخوا من عهدهم القديم وما سطروه من بعده ان يوما هذا الشعب سيبلغ الحلم ، فصار جيلهم وما تلاه وما يلونه مازالوا في المهد والوصاية عليهم واجبه.
بماذا تريدون ان نفكر ؟ في حرية دفنت والمنادى بها صار خائنا وعميلا ، في كرامة امتهنت والمحافظ عليها صار ثمنه ازهد من طلقة رصاص ، في ثقافة جعلتم اسماها قص الشعر وقطع البنطال وايهام الشباب باننا بذلك نواكب العالم ، حقا نواكبهم ونسايرهم فيما يؤخر ولا يقدم ، تركوا لنا التافه واستأثروا بالعلم ، وباركتم ذلك في برامجكم ومنتدياتكم تحت مسمى اننا نفتح نافذه على العالم وفي الحقيقه نحن نقفز من تلك النافذه تحت اقدام العالم ، أم في تعليم جعلتموه فقط يغرس الانتماء للحاكم حتى تصل لمعنى الوطنيه ، تعليم فارغ من اي محتوى تقدمى او نهضوى ، املاءات ومحفوظات تنتهى بنهاية المرحلة التعليميه ، فيه القوميه فقط ان تتباهى بحضارة الماضي
ام نفكر في تلك السياسة الباهته التى لا طعم لها ولا رائحه المؤيد فيها خانع وخاضع ومبرر ، والمعارض فيها اما ان يكون مواليا ليعطى هذا الشكل الجمالى للدوله ، او معارضا حقا وهذا ان وجد فخلف القضبان مسكنه
فيا جهابزة العلم والاعلام والحل والتحليل ويا فحول التفسير ويامن فتقتم المنطق بنظرياتكم الخارقه ، العقول غسلتموها وامتلكتموها
فلم يبقي غير البطون لن تستطيعوا ان تصلوا اليها مهما ابدعتم في تقديم ادوار ومهما وصل السيناريست من حبكه دراميه ، فهذه هى الوحيده التى يمتلكها الشعب ، ان اردتم ان تستحوذوا عليها فاطلقوا سراح العقل السجين لديكم فقط وقتها ستجدوا ان البطون اختفت و العقول انطلقت وتدبرت وطورت وانجزت والواقع تغير ، لتجدوا انفسكم يوما في مقاعد الجمهور تستمعون لاعظم سيمفونيه يعزفها الشعب على مسامعكم والتى تعلمون جيدا انكم لن تستغيثوها وستصم اذانكم ، لذا فضمانة لكم ولكاتب رواياتكم ان تبقوا العقول حبيسه .

شاهد أيضاً

توحيد سلم الرواتب ومكافأة نهايه الخدمه للعاملين في الدولة

بقلم : أشرف عمر رواتب الموظفين في اي دوله تلتهم اكبر قدر من الدخل القومي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *