وائل غنيم يستعيد ذكريات اختطافه يوم27 يناير2011: «كلبشونى وغمونى11 يوما»

كتبت ريهام عبدالله
11201531120385911
علق الناشط السياسى وائل غنيم على قضية الاختفاء القسرى، مسترجعاً ذكرياته وتعرضه للاختطاف بعد اندلاع ثورة 25 يناير بيومين.
 
وكتب غنيم عبر حسابه الرسمى على فيس بوك “يوم 27 يناير 2011 اتخطفت من الشارع فى نص الليل، أربع أشخاص مسلحين بملابس مدنية وقعونى على الأرض وقيدوا حركتى وفى أقل من دقيقة ركبونى عربية كانت مستنياهم وغمّوا عينى ومن وقتها مشفتش غير سواد قطعة القماش، لمدة 11 يوم كنت متغمى ومتكلبش 24 ساعة فى اليوم، حتى أثناء الأكل أو الصلاة أو حتى دخول الحمام”.
 
وأضاف غنيم “أنا اتخطفت من الشارع بدون حكم قضائى، بدون إذن نيابة، وبدون ما أعرف هوية المختطفين. غطوا عينى، وأخدونى لمكان معرفش هو فين لحد النهارده، وتم التحقيق معايا لساعات طويلة بدون وجود محامى، وقيدوا حركتى وقعدونى فى حبس انفرادى ممنوع فيه أتكلم حتى مع نفسى، ومكنتش عارف أى حاجة من اللى بتحصل بره المعتقل، كنت باختصار: عايش كأنى ميت”.
 
وأكد غنيم فى بيان عبر صفحته الرسمية “وأنت مختطف الدقيقة بتعدى زى الساعة، والساعة بتعدى زى اليوم، واليوم بيعدى زى السنة، وبتبقى عايش فى حالة من الرعب لأنك مش قادر تعرف أنت فين وهتطلع امتى وهيتعمل فيك إيه”.
 
واستطرد غنيم: “فى المعتقل عرفت معنى الخوف الحقيقى، عرفت يعنى أيه جسمك يصاب برعشة مستمرة مش عارف توقفها من الهلع، كنت عارف كويس إنى تحت رحمة السجان اللى هيقرر مصيرى، لأن مفيش ورقة واحدة بتثبت وجودى عندهم ومحدش شافهم وهما بيخطفونى من الشارع ومن السهل جدا إنى أقعد شهور أو سنين أو يتم قتلى ورمى جثتى فى الصحراء وإنكار إنى اتخطفت من الأساس”.
 
واستكمل غنيم سرد قصته “بعد كذا يوم بدأت أشعر باليأس، كنت كل ما أنام أحلم إنى حر وطليق ولكن أول ما أصحى ألاقى إيدى لسه متكلبشة وعينى لسه متغمية، بدأت أفكار الانتحار تراودنى وكنت بحاول أقاومها برغم حالتى النفسية السيئة، وهما عشان عارفين ده كويس، كانوا حاطين عسكرى بيراقبنى طول اليوم برغم إنى كنت فى حبس انفرادى، أصعب لحظات بتمر بيها وأنت مختطف هى لما بتسأل نفسك يا ترى الناس بره لسه بتدور عليك ولا هى كمان أصيبت باليأس واعتبرتك مت وانشغلت عنك بحاجات تانية، شعور إنك وحيد وخايف من المجهول بيسيطر عليك وبتبقى بتحاول تتعلق بأى قشة أمل أن فيه شخص بيحبك هيعمل اللى يقدر عليه عشان يعرف إنت فين”.
 
وتحدث غنيم عن أسرته مؤكداً أنه من أسرة ميسورة الحال ويعمل فى واحدة من أكبر الشركات التقنية العالمية على حد وصفه، مستنكراً أنه رغم أن عائلته وأصدقائه أصحاب المناصب المرموقة تم اختطافه بتلك الطريقة، مضيفاً “بعد اختفائى، أهلى بدأوا يدوروا على فى كل المستشفيات والأقسام،أخويا الصغير وقرايبى راحوا المشرحة عشان فيه شخص كلمهم وقال لهم إن فى جثة لشخص شبهى وعايزينهم يتأكدوا، مش عارف أوصف مقدار الرعب اللى كانت فيه زوجتى ووالدى ووالدتى وباقى الأسرة خاصة وهما بيسمعوا الداخلية وهى بتنفى إنى مقبوض عليا، ومش عارف أكون مكان زوجتى وهى بترد على ولادى لما بيسألوها فين بابا؟ وليه مش بيتصل بينا؟”.
 
واستطرد غنيم “مش هاأنسى لحظة ما بعد حفلة الاستقبال فى المعتقل لما ضابط أو شاويش (مقدرش أحدد لأن عينى كانت متغمية) سألنى: اسمك إيه؟ قلتله: وائل سعيد عباس غنيم، فضربنى بالقلم وقال لى: لأ! إنت هنا اسمك 41، اسمك إيه؟ فقلت بنبرة من القهر: اسمى 41، ليه اسمى 41؟ لأن المختطف مينفعش يتقال اسمه، عشان لو حصل أن 2 مختطفين لأى سبب اتكلموا وواحد فيهم خرج، ميقولش لأهل التانى إنه معتقل، إنت فى نظر السلطة مجرد رقم مسلسل، بدون أى حقوق.

شاهد أيضاً

مديريات التموين … انتظام العمل بالمخابز ومحطات الوقود ومستودعات البوتاجاز.

دعاء عبد الحليم أكد مديرى المديريات أن غرف العمليات المركزية التى أنشأت بالمديريات بناء على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *