مصر الآن
إنفجَار مَرفأ بيروت ذكری بحجم الكارثة والإعلام لا يعطيها إلا حقوق الذكرى ؟
مقالة لزهر دخان
كان هذا السؤال عنواناً لمقالتي المنشورة العام الماضي . وكان العام الماضي هو أول عام يمر على تلك الكارثة اللبنانية العربية ،حادثة إنفار مرفأ بيروت ، الإنفجار الذي طوى اليوم سنتان منذ كان في لبنان في 04 أب أغسطس 2020م.
آن ذاك وفي تلك المقالة تسائلت ووضعت الأجوبة وفي تلك الأجوبة قلت:
((نظراً لأن الشعب اللبناني ليس بتافهٍ ، نحن نقدر مستقبل الحادثة كذكری بتقدير مُمّْتاز . وهذا بالإعتماد علی نجاح اللبنانيين في ضمان أحسن مستقبل لحاودث مماثلة. علی رأسها وأهمها حَادثة الماضي ،وكبری ذكريات المُستقبل المتمثلة في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري.))
ولا يسعني في هذا العام إلاَّ أن أقول أن مرفأ بيروت يرغب في تذكير لبنان والعالم بما جرى له لآنه وبمجرد إنتهاء يوليو 2022 وحلول الشهر الأسود أغسطس. حتى إنهارت البقية الباقية من صومعتين من صوامع تخزين الحبوب في المرفأ . لتعود الذكرى بتكرار النار والدخان لنفسيهما ويتم التذكير بذاك المثل القائل (( يشعل النار ويقول من أين يأتي الدخان)) والمثل الأخر الذي يقول (( باع قرداً وضحك عن من إشتراه))
اليوم حَلت الذِكری السَنوية الثانية والمرفأ الذي حدثت فيه مُصيبة الجَميع . في يوم باد ((بدليل أن 2020م لن يعود كعام مظلم بأكمله علی لبنان كله . ويبقی هذا اليوم البائد عائد كل عام ليتذكر ملايين البشر كيف فجر الإهمال ميناء وبنية تحتية لعاصمة إسمها بيروت .)) الإهمال والتقصير والتخطيط للجريمة .وثغرات أخرى ورؤوس خيوط كثيرة ومنها رؤوس الحبال التي يمسك بها أهل القانون وأهالي الضحايا في لبنان سعياً منهم للإنصاف الضحايا .على الرغم من أنهم فقدوا إلى الأبد. وكذلك سيقاضون الجناة من أجل الحصول على تعويض قد يكون بالنسبة لهم فرصة العمر للحصول على لقمة عيش في عالم الثراء الفاحش.
بدون شك ستعود الذكرى كل عام ، لتجد لبنان مستعداً لتجاوز الأزمة . ولكن هل ستجده قد تجاوزها فعلاً . وورد في مقالتي القديمة أنني قلت :(( وعلينا أن نجزم أن موعد إحياء هذه الذكريات سيكون واجبا لبنانيا مُقدسا . ولا يجب أن ننسی أن الأحداث الدامية لبنانيا وعربيا ودوليا حاليا وقبل عام . بل وطيلة عشرة أعوام مضت ، جعلت من تلكم الحادثة لا تلقی في صدی الأخبار ما يليق بحَجمها . لأن المصائب كانت في كل دول العالم ممثلة في حُضورٍ قويٍ لكورونا ، ولحروب عربية أهلية منها القديم ومنها المُستجد . وبالتالي تقلصت أهمية إنفجار المرفأ مقارنة بحجم حُضور كوارث أخری إعلاميا .وكلنا نتذكر كيف شغل العالم بحادثة 11سبتمبر في أمريكا سنة2001 م . عندما كان كل العالم يعيش في ظل سلام عالمي إهتز عرشهُ بتلك الجريمة الجهادية؟!!!!))
السؤال الأن هو : هل ستتمكن حادثة إنفجار مرفأ بيروت من أخذ حجمها في إهتمام وسائل الإعلام الدولية بعد عامين من وقوعها .وبعدما توقف كورونا عن التفشي وخفت صوت الأزمة الأوكرانية ، فهي إذا تفرغ لها الإعلام بكل وسيلة وحيلة ستكون جريمة ((أصبحتْ اليوم ذكری كبيرة عَالمياً ووطنياً . ويَسعی اليَوم أبناء لبنان لإحيائها فضائياً وأرضياً ، أي شعبياً وإعلامياً . وكذلك رسمياً وفنياً وأيضاً حِراَكيا وتواصلياً . وسوف تجدُ الذكری كل ما حل الرابع من أغسطس نفس الإهتمام لدی الجَميع ، والسبب هو قدرة اللبناني الخاصة علی تمييز عالمهِ عن عالم غيرهِ. والمطالبة بالثأر لدمهِ وكذلكَ لتوفر بنية تحتية فنية وإعلامية في لبنان وبإسم لبنان في المَهجر .))
ختاما يطيب لي أن أذكر بما ختمت به مقالتي في العام الماضي (( أشير إلی أني كنت قد شاركتُ في التعبير عن الحزن الكبير بسبب تلك الحادثة. وكتبتُ دِيوان شعر خاص بها. وُضِعَتْ قصائدهُ ال26 في شهري أغسطس وتشرين الأول 2020م. إسم الدِيوان المَنشور إلكترونياً فقط *بيروت في زهو المَوت* وهُو مُخصص لمُساعدة الذِكری عندما تأتي علی أداء واجبها في أكمل وجه. وها هي تحل … وأنا جاهز، فمن أكمل القراءة وأراد أن يَستفيد من نسخة إلكترونية من الدِيوان فما عليه إلا أن يطلبهُ مني عبر الخاص بي فايس بوك lazhar doukhane،أو يبحث عنه بإسمه في موقع مكتبة نورعلی الأنترنت .))
قصيدة: بَيْرُوْت فِي زَهْوِ اَلْمَـــــوْتِ . وضعت كلماتها بتاريخ 13 أب أغسطس 2020م
-10- َبيْرُوْت فِي زَهْوِ اَلْمَـــــوْتِ
فِي السَاحِ اَلْرَحِـــبِ اَلْرَحْرَاحِ …أقامـْـــــــــتْ مَجْداً لِلأفـــراحِ
أشْعَلْت نــــــــــــــــاَرَ اَلْباَرُوُدْ…وَأخمـــــــــَدْت ذِكْراً لِلأَتـْرَاحِ
بَيْرُوْت فِي زَهْوِ اَلْمَـــــــــوْتِ…تـَتـْلـــُو اَلـْقـُـرْآن وَالإصــْحَاحِ
وَلَهاَ اَلْصَبْرُ وَاَلْصُـــــــــــمُوُدِ…وَلِلشـُهَدَاءِ اَلْنـَـــُصّبُ وَاَلْسَـاحِ
أَقـَامَتْ مَأتـَمَاً لَلْـــــــــــــشَمْعِ… وَأنـْقـَصَتْ نـُوُرَهُ مِنَ اَلصَبَاحِ
وَأصْدَرَتْ قـَسَماً بـــــِمَرْفـَأهَا …لِتـَبْقـَى اَلْحَيـــــَاةُ فِي اَلأرْوَاحِ
وَبَكَتْ مَعَهَا شـَمْــــــسُ اَلإلاِه …وَرَثَتْ مَعَـــهَا دُمُوعُ اَلْرِيَاحِ
سَلاَمُهَا وَكَلاَمُهَا كـــــــَمَحَبَةٍ …وَزَعَهَا اَلله بــــــَيْنَ اَلْجـِرَاحِ
حَظَهَا أسْطُورِي رَبَة اَلْعَرَبْ… وَلاَ تـُقـِيْمُ اَلْمَئــــــَاتِمَ بـِالنـُوَاحِ
أرْضُ مُنـْفَجِرَة تـَعْشَقُ اَلْلَهَبْ…وَ تـَصْـــــبُو لإنـْجَاحِ اَلْجَوَائِحِ