مقالات وتحقيقات
استشراف المستقبل وسيلة لتحقيق التميز
بقلم الدكتورة:نها محمد أحمد عثمان
أستاذ مساعد بقسم المكتبات والمعلومات كلية الآداب – جامعة المنوفية ومدرب تنمية موارد بشرية معتمد من هيئة البورد الدولية IBCT ومن المجلس الأعلى للجامعات وخريجة برنامج المرأة تقود فى المحافظات
إستشراف المستقبل ھو تطلع نحو المستقبل لتوقع طبيعة وأھمية التطورات المستقبلية باستخدام معلومات من الماضي والحاضر بمحاولة التنبؤ ببعض ما قد يحدث في المستقبل ، ويعرفه أخرون بأنه نوع من الفعل الإيجابي الذي قد تتأخر نتائجه ولكنه يساهم في التطور والإضافة لمن يستخدمه، فهناك فارق بين الفعل ورد الفعل، ومن ينتظر ما يأتي به المستقبل ومن يسارع نحو المستقبل مستخدماً أدوات المستقبل وآلياته.
ويمكن تلخيص أهمية استشراف المستقبل فى رفع كفاءة المؤسسات الإنتاجية وتحسين نوعيتها حتى تكون قادرة على مواجهة المنافسة وتحقيق التميز ،و القدرة على التطور والنهوض والتقدم من خلال استغلال الموارد بالشكل الأمثل اعتماداً على طرق منهجية تبدأ بدارسة الماضي مروراً بالحاضر، وربطهما بالمستقبل الذي يكون هدفا أساسيا في عملية الاستشراف ،و تزويد القائمين على عملية الاستشراف بالبدائل والاختيار الأنسب، ومواكبة المتغيرات والبقاء كلاعب حقيقي في الملعب والاستعداد لما هو آتٍ باستخدام المعرفة المتراكمة والتجارب.
أما عن الأسس المنهجية في استشراف المستقبل فنجد أن هناك مجموعة من الأسس المنهجية التي يجب أن تقوم عليها عملية استشراف المستقبل وهي:
• الشمول والنظرة الكلية للأمور ومدى تفاعلهما مع بعضهم البعض.
• القراءة الجيدة للماضى والحاضر من خلال التجارب الذاتية وتجارب الأخرين.
• المزيج بين الأساليب النوعية والكمية في العمل المستقبلي.
• الحيادية والموضوعية في اختيار البدائل والاعتماد على الخبرات المتراكمة.
• العمل التشاركي الإبداعي للفريق الذي هو أساس النجاح من خلال توحيد الأفكار والخبرات في بوتقة واحدة.
• التعلم الذاتي من عملية الدراسة والاستفادة من التجارب المطبقة بكل مرحلة من مراحل التنفيذ.
ومما سبق نستطيع أن نحدد أساليب استشراف المستقبل فى ثلاثة أساليب :
أ. الأساليب الكمية: وتتمثل باستخدام الأساليب الإحصائية، و المسح، والإستبيانات، والوسط الحسابي، والانحراف المعياري، وتحليل الظواهر، واسلوب وشجرة العلاقات.
ب. الأساليب النوعية: والتي تعتمد على المعرفة الضمنية للعاملين بالمنظمة من مخزون الخبرات والذكاء والتفكير والخيال والعصف الذهني.
ج. الأسلوب المتوازن بين النوع والكم من خلال الدمج بين المعارف والخبرات الضمنية بالأساليب الكمية.
ومن هنا نجد أهمية إستشراف المستقبل لخلق أفكار غير تقليدية تنم عن فكر متطور مواكب الأحداث يتطلع للمستقبل ويحل الأمور والمشاكل بأفكار مستقبلية تنير الحياة وتجعل المؤسسة التى تتبنى سياسة واستراتيجيات إستشراف المستقبل فى مصاف المؤسسات المتطورة والنموذجية والمتميزة فى إدارتها وخدماتها وإرضاء عملائها وتقديم خدمات ذات جودة عالية وغير تقليدية تستهدف الإستمرارية والبقاء وتحقيق أعلى مستويات الإبداع والإبتكار فى محيط عملها ، وتجعل الأفراد على مستوى عال من الكفاءة والتميز والإبداع المستقبلى المنصب على محيط عملهم وتطوير الكيان الذى يعملون به.
فإستشراف المستقبل لعبة الدول المتقدمة لتحقيق تقدمها وتفردها وإختلافها وتميزها بين الدول الأخرى ، فمن يوظف الإمكانيات والموارد البشرية لصالح المستقبل والتفكير والخطط المستقبلية الحالمة التى بمرور الزمن والخبرات المتراكمة والقوى البشرية القوية ذات التفكير الواعى المستنير نجده فى النهاية يسبق الآخرين بسنوات وعقود ، وكذلك الفرد الواعى والناظر للأمام وليس تحت أقدامه والمتطور دائما وفى حالة تعلم مستديمة وذو فكر مستقبلى مستنير يستطيع أن يسبق أقرانه بمراحل وأعوام.