مصر الآن
الثور الهائج الروسي يأكل الثور الأبيض الأمريكي
مقالة لزهر دخان
دارت للحرب رحاً لم يتمكن من تدويرها أجيال قديمة من النظاميين الروس والمنتخبين الغربين . وها هي بعد البرود الطويل تشتعل ولا يخفی علی أي أوكراني من هو المتعطش لها ،وما شرابه المفضل إلی جانب الدم الأوكراني والنفط والغاز في روسيا وخارجها…
سيشربون خمرهم المفضل المتمثل في عرق الإنسان الكادح في كل الدنيا .وستحيا لهم تجارتهم وتعيش وتنتعش أمالهم المتمثلة في نشر الخراب والدمار في جميع أرجاء الأرض . ولكن هل تعرف عزيزي القاريء من هم وأين يعيشون . وهل هم ذات الأشخاص الذين نراهم في وسائل الإعلام يوميا أو هم المختبأون الذين لا تظهر لهم سحن ولا تبرز لهم رؤوس في ساحات حرب اليوم شبه العالمية.
من الجانب الروسي هم أشخاص أخرون غير ،بوتن ،شوغيو نوفاك ،لافروف، زاخروفا. وقد كانت سياسة حكومة بوتن ضد الحرب ولا تزال .ولكن جنرالات روسيا وضعوا الثعلب بوتن أمام الأمر الواقع عندما حشدوا للحرب وأعطوا إشارة إنطلاقتها لجنودهم الذين بدأوها غير مكترثين لإستسلام بوتن للْغرب . ولم يجد بوتن أمامه من الخيرات إلا أن يبدأ الدفاع عن سلامة وأمن روسيا بالقوة حسب خطط عسكرها التوسعية .
من الجانب الغربي نستطيع القول أن البيت الأبيض والبانتغون والإلزيه وبرلمان بريطانيا وبرلين الرسمية والأمانة العامة لحلف الناتو هم من كانوا القيادة المباشرة للغرب في تحالفه ضد روسيا في زمن ما قبل الأزمة الأوكرانية ولكن بعدما إندلعت الحرب قررت قيادة المخابرات المركزية في الولايات المتحدة جر التحالف الغربي لخيانة أوكرانيا وعدم القتال معها
لماذا إختارت المخابرات الأمريكية خيانة أوكرانيا …؟ وجدت القيادة في* أف بي أي* أنه من الأحسن والأفضل الإستفادة من روسيا في وضع الثور الهائج .ومن أمريكا وحلفائها في وضع الثور الأبيض . فتقرر وبشكل سريع خدمة أوكرانيا بالخيانة فيما يخص القتال .وسرعان من تبنت دول الناتو دور المحايد وتقمصته، وكأنها لم تتوعد موسكو بالحرب المدمرة إذا أقدمت علی غزو أوكرانيا…
لماذا تخون الولايات المتحدة أوكرانيا ؟؟؟ ظغطت أمريكا علی زر *خيانة* كي تستفيد من روسيا في وضعية الثور الهائج . وقد تخسر روسيا من الجنود في أوكرانيا ما يجعلها لا تدخل الحرب مجددا وعلی المدی الطويل جدا.
كذلك تختار أمريكا خيانة أوكرانيا لتقاتل سرا ضد روسيا في الساحة الأوكرانية ،وتفعل بالعدو ما فعله بجنود أمريكا والناتو في كل من العراق وأفغانستان علی مدی عشرين عاما من الحرب …
أيضا يستطيع الناتو تجربة أسلحته الفعالة وخططه الذكية عن طريق جيش أوكرانيا سرا ، وقد حدث وتمكنت قوات أوكرانيا بدعم فكري وتسلحي ،تمكنت من قتل أكثر من عشرة ألاف من جنود الروس ،وهي نفس الخطط التي حارب بها الناتو في سوريا ضد الأسد بيد أردوجان الناتوية وأيضا في ليبيا ضد حفتر بيد السراج وأردوغان الناتوية …
ملاحظة أخرة تتعلق بنفس الخيانة الأمريكية ، وهذا الكلام من المتوقع تحوله إلی أمر واقع خلال هذا الشهر ، ويتمثل في توصل الغرب وإيران لإتفاق نووي بديل للقديم ستتنازل فيه واشنطن لطهران مقابل أن يتم التوقيع بسرعة وإجبار إيران علی الولاء للغرب وبالتالي الإستفراد بالروس دون الحليف الفارسي.