مصر الآن
سلام : التحول الرقمي أولى لَبِنات بناء الدولة الحديثة المتقدمة
كتب : ماهر بذر
قال وليد سلام ، المستشار الإعلامي للاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية ، أن التطوُّر سُنَّةٌ من سنن الله فى الأرض؛ نظرًا لتسارع الأزمنة واختلاف المجتمعات من القديم إلى الحديث.. ففى القديم حيث عبق التاريخ، ذلك الوقت الذى كان يعيش فيه العالم فى ظلام الجهل والتخلُّف، بينما الفراعنة يصنعون المجد بعلوم الفلك، ويبتكرون التحنيط، فيُخلُّدون رموزهم، ويُجيدون التشييد والبناء فيِشيدون الأهرامات الشامخات ، وصولًا إلى عصرنا الحديث وغاية النهضة والتقدم والازدهار .
أضاف سلام ، أن دولةٌ بحجم مصر أم الدنيا وقلبها، وممر العالم النابض لها مكانتها الرفيعة، كونها تخدم مصالحه وأهدافه ومُقدراته، وعند الحديث عن المُواكبة والمواءمة مع الحراك المُتسارع فى جميع الاتجاهات، سواء كانت الاقتصادية أو الاجتماعية والسياسية، التى تحدث من حولنا وفى كل البقاع، كان لا بد لمصرنا أن تفرد شراعها وتُبحر بكل ما أوتيت من قوةٍ لتحتل مكانتها، وتشق طريقها، وتعبر الأمواج العاتية إلى أن تصل لغايتها المأمولة لها، وهى الصدارة والزعامة واحتلال الريادة، كما عهدها الجميع على مر العصور والأزمان، موضحا أنه ليس بمستغربٍ أن تعود مصر خلال سبع سنواتٍ من تولى الرئيس السيسى دفة حكم البلاد بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013، لتُعلن ميلاد زعيم جديدٍ خرج من رحم الأرض الطيب أهلها، وتكشف عن طفرةٍ مدويةٍ فى كل المجالات، لأن صانعها وُلد ونشأ وعاش على ظهرها، لا يبغى من إعمارها إلا رِفعة بلاده وتقدمها وتطورها، ولحاقها بالركب على أعلى المستويات.
تابع سلام ، أنه كان ضمن استراتيجيات الدولة وتوجيهات ابن مصر البار فخامة الزعيم الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن تكون التكنولوجيا المتقدمة والتحوُّل نحو الرقمنة، أولى لبنات بناء الدولة الحديثة التى نحلم بها، وقد كان، حيث انطوت أعوامٌ قليلة لا تتعدى السبع، أن تذهب بعيدًا بإنجازات تحتاج لسبعين عامًا لتحقيقها وإنجازها، فكانت كما وصفها البعض سنوات “سبع سمان”، احتلت فيها مصر المشهد اقتصاديًا وعلميًا وتكنولوجيًا، وبات يُشار لها بالبنان من كبرى المؤسسات الدولية المُتابعة للمشهد عن كسبٍ، بل إن تقارير لمؤسسات كنا نسمع عنها عبر التلفاز، أضحت تكتب بحروف الانبهار ما سطَّره المصريون بأيديهم، ومن خلفهم قيادة تدفعهم لتحقيق المعجزات والمنجزات.
أوضح سلام ، أن الرقمنة واحدة من أقوى الإنجازات، وهي يُقصد بها تطبيق تقنيات التحوُّل الرقمى، والانتقال بالخدمات التى تُقدِّمها قطاعات الدولة المختلفة إلى نموذج عملٍ مُبتكر، يعتمد على التقنيات الرقمية، التى تُقدِّم فوائد مُتعددة لطرفين؛ مُقدِّم الخدمة سواء كان الحكومة أو القطاع الخاص، والحاصل عليها وهو المواطن، ومن أهدافه القضاء على المعاملات الورقية بأنواعها، والبطء فى المعاملات، ثم أخطاء العنصر البشرى المتكرِّرة، وغيرها من العوامل البالية التى كانت مثار مشكلات مزمنةٍ ما أنزل الله بها من سلطان.
ولفت سلام ، أن التحوُّل الرقمى الذى تشهده مصر حاليًا فى بعض المجالات يُعد من أهم المشروعات القومية التى تبنتها الدولة وأولتها اهتمامًا كبيرًا خلال المرحلة الراهنة، وهو ما يجعل مصر مُستقبلًا بل وفى القريب العاجل مركزًا إقليميًا للبيانات، ما يدعم التنمية المنشودة على المستويين المحلى والدولى وأيضًا العالمى، كما سيعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة مصر 2030.
تابع سلام ، أن مصر استطاعت أن تخلق من رحم الأزمة تطورًا وانفراجة ملحوظة على جميع الأصعدة والمستويات، حيث إن انتشار فيروس كورونا جعل الجهات المعنية تفكر خارج الصندوق، وأصبحت هناك ضرورة لإحداث تغيرات فى الاستراتيجيات التقليدية، وبات التعامل الرقمى ضرورةً من ضروريات التنمية، كما أن هذا المشروع العملاق يُوفِّر كثيرًا من الجهد والمال بشكلٍ كبير، وله مميزات كبيرة فى تحسين كفاءة العمل والتشغيل، ويُساعد على تحسين الجودة وتبسيط الإجراءات؛ للحصول على الخدمات المقدمة للمستفيدين.
أشار سلام ، إلى أن مفهوم التحول الرقمي يتجاوز استخدام التطبيقات التكنولوجية؛ ليصبح منهجًا وأسلوب عملٍ يجمع المؤسسات الحكومية على طاولة تقديم الخدمات بشكلٍ أسهل وأسرع، وأكثرًا حيويةً وقبولاً وراحةً من أى مكانٍ ولأى فردٍ فى كل البلاد المترامية الأطراف وحتى التى تجاورنا، ولكل الأشخاص داخليًا وخارجيًا، ما يعمل على تشجيع الاستثمار ويجلب العملات الصعبة بكل سهولةٍ ويسر.
تابع ، أن الصناعة الرقمية تعتبر من أهم القطاعات الجاذبة للاستثمار الأجنبى، إذ تُسهم فى توفير فرص عمل عن طريق دعم وتنمية الصناعة الرقمية