مصر الآن
قصيدة إِنَّ التَّحَايَا تَمْضِي بِهَا اَلْأَعْـــــــمَارُ مواصلة لمهمة الخدمة القلمية تحت راية اللغة العربية
كتب لزهردخان
في قلم كل شاعر قيامة . وتلكم القيامات إحتوت كل منها شروط نجاح الناس في الخلاص من غضب الأدب . ممثلاً في صيحة ونصيحة تلكم المدارس الشعرية مختلفة الهم موحدة المهمة . فهمها حسبما تحزبت إليه ووفق النداء الذي لبته. ومهمتها منحصرة في نشر اللغة العربية وتطوير بيانها .وإمتاعُ الخلقُ جميعاً بروائع الحِرفة الأروع *الكتابة*.
بصفةٍ عامة يُوجدُ في النص الشعري العربي سيَّما القديم منه، يُوجدُ كل ما وجد في اللغة مِن جمال . فلا يمكن أن نفصل الشعر عن اللغة أو اللغة عن الشعر . ولا حتى نقول يمكننا إفتراض وجُودُ ذلك . هذا وعلى الرُغم من أن الفرق موجود، وهو كبير فاللغة أقوى من الشعر لآنها وجدت قبله بقرون وصمدت بدونه دهراً من الزمن . ولكن إستطاع الشعر والشعراء إلغاء الفارق وكل الفارق . ونحن اليوم في واقع لا ينالنا من محاولات نفيه إلا الفشل . والعودة إلى الإعتراف بقوة الشعر في اللغة العربية وبها .وصمود اللغة وتطورها بفضل إلتحامها بشعرها .عن طريق ملاحم أدبية رائعة وخالدة طورها شعراء الأمة عبر العصور .
على منوال أولائك الشعراء وذاك العصر وضعت مجموعة كبيرة من قصائد الأدب الجاهلي . فولدت في العصر الحديث من رم قلمي تطويراً لهمي . ومواصلة لمهمة الخدمة القلمية تَحتَ راية اللغة العربية . وقد إخترت لكم قصيدة (إِنَّ التَّحَايَا تَمْضِي بِهَا اَلْأَعْـــــــمَارُ) لتقرأوها وتعطوني رأيكم فيها . في القصيدة حِوار كبير بين النفس والضمير ، والفلسفة والعقل . والغني والفقير . والجهل والعلم . وإني أتمنى أن تتمكنوا من ترويض ذوقكم الخاص ليتفهم ما صنعت للحرف العربي بالحرف العربي .
النص: بقلم الشاعر لزهر دخان بعنوان ( إِنَّ التَّحَايَا تَمْضِي بِهَا اَلْأَعْـــــــمَارُ)
إِنَّ التَّحَايَا تَمْضِي بِهَا اَلْأَعْـــــــمَارُ
فِيّهَا عَطّفُ الصِغَارُ عَلَی الكِــــــبَارِ
لِنُفْشِي فِي ذَاتِ البَينِ السَـــــــــــلاَمُ
كَدَأبِ السُنّةِ نسَيرُ إِلــــــــــی الإقبَارِ
يَا صَاحُ أطْلِقْ الصَفِيرَ لِلّتَــــــــأفُفِ
فَبَعْضِ الأُفِ تُصْبِحُ كَصَفِيرِ الإِنْذَارِ
لاَتَصْمُد إلاَّ بِنَصِيبِ مَنْ قَدّ يَـــصْمُدْ
وَإِعْلَمْ أنَّ كَامِلَ الصَلاَبَةُ لِلحِــــجَارِ
تَهَيّأ لِلحَيَاةِ عَلَی مَرَاكِبِ النَّـــــــجَاةِ
قَبْلَ أنْ تَمُوتَ فِي أعَالِي البِـــــــحَارِ
جَرّبْ حَشْوُ الرَّأسَ بِالفَلسَفَـــــــــاتِ
تَجِدْ أنَّ العُقُولَ أقْوَی مِنَ الإجْبَـــــارِ
إِصْنَعْ لِنَفْسِكَ مِنَ النَفِيسِ نَفّْـــــــــساً
فَالتَوَاضُعُ أثْمَنُ مِـــــــــنَ الإِسْتِكْبَارِ
يُجَارَا الهَمُّ بِالصَبّرِ عَلَيّهِ فَـــــجَارِي
وَحَذَارِي حَتَّی لاَ تُكَبُّ فِـــــــي النَّارِ
عَلَی مَهدِ الحَقِيقَةِ يُربَّی العَــــــــدّلُ
وَ يَتَحَزّبُ بينَ الشِمالِ وَاليَسَـــــــارِ
إِسْأَلْ بِأَيّ الذُنُوبِ صِرتَ المُـجَندَلُ
مَقْتُولاً بالتَقْلِيدِ وَالإنْــــــــــــــــبهَارِ
إِسْأَلْ عَنكَ أعْرَابِيٌّ بَاعَ الخُـــشُونَة
وَإشْتَرَی مِــنْ النُعُومَةِ وَمِنَ الحِوَارِ
هَذِهِ رَوعَةَ الحَيَاةُ تُطَوَّرُ ذَوقُــــــهَا
يَوَمَ تَحَوّلَ الصَعَالِيكُ إلی ثُـــــــوّارٍ
لَيتَ القَولُ يَسْتَمِرُ مِنَ الــــــــقَنَاعَةِ
فَيَقْضِي الإِقْبَالُ عَلَی الإِدْبَـــــــــارِ
إنَّ مَا يُوضَعُ فِي أرّحِلَةِ الــــــسِنِينِ
خَيرَ مَا يَسْتَخْدِمُ المَرأ فِي الإعْــمَارِ
يَصْهَلُ الجَوَادُ فَرَحاً بِحَمْلِ الـفَارِسِ
رُغّمَ أنَّ سَعَادَتَهُ فِي عَيشِ الـبَرَارِي
سَيَّسُوا السّيفُ فَإحْتَارَكيفَ يَـــــقْاتِلُ
بِالمُبَارَزَةِ يُحَارِبُ أو بالإنْـــــــتِحَارِ
تَسَبَبُوا فِي إجْهَاضِ حُرُوفِ السِبَاب
فَلَـــــــمْ يَتَسَنَی لَنَا سَبُّ مُلَطخٌ بِالعَارِ
هَيهَات أنَّ تَبنِي عَلی بَحْرِ الفُجــــَّارِ
أو تَقُولُ الشِعرَ عَلی بَــــــــحْرِالنَّارِ
إبْنِي عَلی وَتَدٍ لاَ تَهُزّهُ الرّيــــــــحُ
وَهَل هَزّت الرِيحُ أيُّ مَنَ الأقْــــدَارِ
بِيَدِكَ أنّ تَرَی أنَّ اللَّه قَدّ وَهَــــــــبَك
وَلَيسَ الشِعرُنَفطاً يُعَبأ مِنَ الأَبَـــــارِ