مصر الآن

لا أظن أنَّ كاتباً يُصدر ستة كتب دُفعة واحدة لا يعرف ماذا تفعل الذات بالأشخاص الأقوياء في الكتابة

كتب لزهر دخان
الخروج بنتيجة مرضية والتفوق على النفس والذات . جملة طويلة ترادفها جُملٌ كثيرة مفيدة، إختصارها مصطلح بمعنى التوفيق .وهو كلمة *النجاح* . يقول الغبي الضعيف في نفسه لنفسه *سأرصب على كل حال* . والعاقل الذكي يقول لنفسه في نفسه *إني لا محالة ناجح* . وبين الرأيين والضميرين داخت عقول المصلحين. وتأزمت مسيرة لغة الفهم عند المختصين في تطوير الأنفس البشرية والتطور. وفق عطاء وإنتاج ونجاح أخرى . ولكلامي ما يشبهه في رأي وبأقلام كبار الكتاب في مصر والعالم العربي والعالم .
على السبيل المثال عنون الكاتب حمدى بهاء الدين أخر مقالاته بعنوان (الإيمان بالذات ) وقدم الفكرة للأغبياء والأذكياء والمعتدلة عقولهم والأصفار . فقال (الإيمان بالذات وقدراتها وإمكانياتها والثقة فى النفس أولى درجات النبوغ والنجاح ، ولا بد أن يكون هذا الإيمان نابعا من الوجدان وأعماق النفس حتى ولو كذب بك الآخرون ولم يؤمنوا بك فالناس لا تؤمن إلا بالواقع بل أحيانا تنكره وتكفر به ولو كان برهانا وقائما وبازغا مثل الشمس )
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب تعرف على نجاح يُبهر الناس. ولم يصل إلى حاجة الشخص إلى نجاح يقنعهُ هو فقط . كأن يعيش الفرد مُتحرراً من رأي المُجتمع وينجح لخدمة نفسه. فلا ينتظر إرضاء الناس بالنتيجة أو على الأقل يرضي من يرضونه ويغضب من يرفضونه . فلا يجتهد في إرضاء الجادين والحاقدين .
وعليه فلا بد أن تجهز للناس ما يسكتهم وليس هناك غير الهزيمة أصلح أن يكون كمامة للبشر . ويؤكد هذا كلام الكاتب حمدي (الناس لا تؤمن إلا بالنتائج التى تقرع سمعها وتبهر بصرها ولا يكون هناك مساحة للشك أو الإنكار والإيمان بالذات كالإيمان بالله يجب أن يكون إيمانا وجدانيا راسخا غير مزعزع )
غير أني لا أتفق مع الكاتب في بعض ما وضعه حول العزيمة والإمان بالذات ، فهو يطالب بإيمان( بالفطرة وليس إيمانا بالميلاد أو النسب أو بالظروف أو بالصدفة ) بينما يحق للبشري أن يفاخر بسلالته وينتظر أن يكون فعلاً شبلاً من أسد وشبلة من لبوة . وحتى صنف الهررة والكلاب والأرانب. يحق لهم الإنتساب لذويهم لآجل أن يكونوا على شاكلتهم. فوزن الريشة كالوزن الثقيل ،لآن الفوز يعني أن العنق قد إزدانت بالذهب .
(والإيمان بالذات يشعل داخل الإنسان طاقات نور يرى بها ما لا يراه الأخرون وحسبى فى ذلك ايمان السيد المسيح بنفسه حينما قال إنما أنا نور العالم من يتبعنى لا يمشى فى الظلمة قالوا له شهدت لنفسك وشهادتك ليست حق قال إنما شهادتى لنفسى فهى حق لأنى أعلم من أين أتيت وأين أذهب )
وقد أمنت رجالات ونساء بالملايين عبر العصور والتاريخ بالذات . وكان إمانها بذاتها وقدراتها هو سبب عودتها إلى الخلف. وتخليها عن الحياة التي رسمها الله لها مدعومة بالموهبة العبقرية ، وملزمة برسائل لله فيها ما خص به أرضه وعبيده فوقها .ولكن فسدت الأرض والعباد والسبب هو عدم تحمل المسؤلية بعد الإيمان بالذات . فمثلا تجد شخصاً متعلماً قد وجد أن ظهوره بمنظر الشخص النظيف الشريف العفيف ،سيكلفه الكثير من الأدب والإلتزام به .وسيكلفه مزيدا من سهر الليالي حتى تتحقق الذات . تجده يرتد ويتنازل عن رسالته خدمة لراحته وتطويراً لكسله الذي يعود عليه بساعات نوم إضافية .وربما أيضاً راحة بال ناجحة ،لا يضاهيها تفوق ولا يفسدها خَلقُ الله الصالين. وبالتالي تجدهم يفهمون القاعدة .ولا يمتثلون لها فلا يجسد إيمانهم بذاتهم إلى على عكس ما قال الكاتب حمدي الذي قال :(ويجب أن يكون الإيمان بالذات إيمانا قويا راسخا له مقوماته ودعائمه وأسبابه وعلاماته ، أى أن يكون نبيا صادقا لأن الناس لا تؤمن بنبى كذاب ، وهنا لا أقصد النبوة برسالة وحى السماء ، إنما اقصد بالنبوة بوحى الموهبة والملكات التى يهبها الله للإنسان بدلالات النبوغ فى تحقيق ما يعد معجزات )
أما الذين يرضون بدفع كلفة تحقيق الذات كاملة ولا يخافون التعب والكفاح ، فقال فيهم الكاتب (وكم شاهدت بأم عينى نبوغ أناس بقدراتهم وملكاتهم وحققوا رغم كل الظروف التى تبدو مستحيلة نجاحات وإنجازات هى درب من المستحيل وحولوا نظرة الناس إليهم إلى نظرة تقدير واحترام وإنبهار ، وكم قرأت عن أمثلة ذلك في التاريخ القديم والحديث)
إن الكاتب حمدي بهاء الدين مؤمن بذاته . وقد وجدها عند ظنه الحسن بنفسه . عندما نجح في رفض أن يكون عقلاً متوسط الأداء . وحول هذا يقول (وربما تجربتى الخاصة جدا ومن يعرفنى ويعرف بدايات حياتى وكم كانت شاقة كان على أقصى تقدير أن تنتهى بى إلى دبلوم متوسط أو وظيفة متواضعة لكننى آمنت بقدراتى فتفوقت بين أقرانى وصرت محاميا مترافعا نابغا نابها جمعت بين العلم والموهبة وطورت من ملكاتى وقدراتى، ثم أثقلت موهبتى فى الكتابة والشعر والأدب فصدر لى العديد والعديد من الروايات والكتب الفلسفية والدواوين الشعرية أظن أنها إضافة للمكتبة العربية وذلك بحسب رأى النقاد )
لا أظن أن كاتباً يُصدر ستة كتب دُفعة واحدة لا يعرف ماذا تفعل الذات بالأشخاص الأقوياء في الكتابة . وإن الذي فعلته به ذاته كان نتيجة ممثلاً في مؤلفات كثيرة ومناصب متنوعة . وكاد أن يصبح وزير شباب ورياضة قبل 12 سنة . كتبهُ الستة التي صدرت مؤخراً طبعت في مطابع دار الأديب للنشر والتوزيع، لمالكها دكتور سيد غيث ،إبن أخ الراحل القدير الفنان عبد الله غيث . والدُكتور سيد أيضاً إستقوت عليه ذاته عندما وافق نفسه على الإمان بها ، فحولتهُ إلى كاتب وشاعر وناقد بعدما كان في الأصل مستشار في سلك القضاء المَصري. وأنا أيضاً كاتب هذا المقال إستطاعت ذاتي أن تجعل مؤلفاتي أكثر من 29 بين الرواية والشعر والقصة والنقد 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى