مصر الآن

هذا رأي بتصرف مستمد من نظرتي للوضع القائم بين السعودية السلمانية وأمريكا الشيوخ

مقالة لزهر دخان
الخطوط الحمراء الأمريكية لا تزال أمريكية . وإحمرارها يعني الكراهية الدموية .التي في صدور الأمركيين مكنونة بحقد حقيقي على المسلمين والعرب ,والعالم المعادي لآمريكا أول وثاني وثالث . وأبشع أنواع الظلم الأمريكي يأتي من الكونغرس والشيوخ قبل البيت الأبيض وخارجيته وبنتاغونه . فنواب الشعب والأمة في أمريكا على مستوى فكري مأجور منذ أمد .ويمكنك أن تلحظ غضبهم إذا لم يقبضوا ثم إرتياحهم وهدوئهم إذا قبضوا ..
في مسلسل غضب نواب الشعب في أمريكا من بن سلمان ووالده سلمان ، شاهدنا الكثير من الحلقات المملوئة غضبا لآن السعودية أحجمت عن التحالف غير المشروط مع أمريكا. وكذلك لأنها قررت في الكثير من الأزمات حل مشكلاتها بدون أن تدفع لنواب الشعب الأمركيين أجورهم ..
هذا رأي بتصرف مستمد من نظرتي للوضع القائم بين السعودية السلمانية وأمريكا الشيوخ . وأخر ما شجر بينهما تمثل في طلب قدمه أعضاء في مجلس الشيوخ مكوناً من ثمانية مطالب . قدمت للرئيس بايدن قبل زيارته إلى السعودية بتاريخ 16 /15يوليو2022م. و طالبوه بوضع قضايا حقوق الإنسان في “قلب إجتماعاته” بالمملكة.
ولا يهتم نواب الشعب في أمريكا بجرائم سلمانية فقط . فالطاولة التي يستديرون حولها فوقها ملف ظخم مكتوب بدماء أسالها المجرم الرئيسي في أفلامهم الحديثة . وهذا المجرم هو كل بوتيني والرئيس بوتن نفسه . وفي رسالة إلى بايدن، شبهه الشيوخ الأربعة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان كما شبهوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين به وقالوا أن تجاهلهما “للمصالح الأمريكية” و”الحقوق الأساسية” يجعلهما يستمران في الخطأ . والخطأ بالنسبة لهم هو الإجرام الذي لا يباركونهُ . وكالعادة هُم يبقون للإجرام بركات بشرط أن تمطر السماء دولارات. ويؤكدون على أن الإعتماد على قائد مستبد بسبب إدماننا للوقود الأحفوري، لن يحل المشكلة .
تجدر الإشارة إلى أن محمد بن سلمان قاد سياسة بلاده الخارجية والداخلية وفق رؤيته للعام2030م .وهي خطة الخلاص من العقوبات الأمريكية على عائلة سعود المالكة وعلى الدولة السعودية. وجدد بها دماء القيادة السعودية والثقافة السعودية والمستقبل السعودي . وأسس للخلاص من قانون جاسكا . ولم يتوقع أن تفشل خطته فيسمع من الشيوخ قولهم: “لا يمكننا أن نسمح لمحمد بن سلمان بالإعتقاد بأنه يستطيع أن يحكم مع حصانة للإفلات من العقاب”
كذلك أراد الشيوخ أن يجهضوا إصلاحات السلمانية في السعودية . فجددوا عارضة الإتهامات وأرسلوها في جيب بايدن، ليقرأها فرحا ربما على مسامع الملك ، وفيما يلي نصها وبإمكان الملك أن يمعن في قرائته حتى قبل أن يمثل بين يديه بايدن وغيره من رؤوس القمة التي صغرها الشيوخ بهذه العارضة :
*إطلاق سراح المعارضين المذكورين في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن السعودية حول ممارسات حقوق الإنسان، أو على الأقل تقديم أدلة دامغة على ارتكاب جرائم.
*تقديم مرتكبي التعذيب بحق السجناء إلى العدالة
*رفع حظر السفر التعسفي عن المدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم، بما في ذلك تلك المفروضة على مواطنين أمريكيين
* إنهاء المراقبة غير القانونية وأخذ الرهائن من قبل الدولة وأشكال أخرى من القمع العابر للحدود، خاصة على الأراضي الأمريكية
*عدم مساعدة المواطنين السعوديين الذين يواجهون تهما جنائية في الخارج على الإفلات من العدالة.
* إنهاء ولاية الرجل على المرأة.
* فرض وقف تنفيذ أحكام الإعدام.
* الحفاظ على وقف إطلاق النار في اليمن.
الشيوخ الذين إحتوت العارضة على توقيعاتهم هم كل من “السيناتور جيف ميركلي والسيناتور باتريك ليهي والسيناتور رون وايدن والسيناتور ريتشارد بلومنتال”.
العارضة لم تكن قصيرة أو مكتوبة بشكل مقتضب . ربما تم تمديد نصها وإيطالته لتقرأ في السعودية على الهواء مباشرة .فيندم بن سلمان على عدم التحالف مع نواب الشعب الأمريكي . ومن بين ما كتبوا في عارضتهم هذا الإقتباس .
((إن القتل المروع لجمال خاشقجي، والذي أمر به محمد بن سلمان بنفسه، وفقا لوكالات الاستخبارات الأمريكية، ليس سوى المظهر الأكثر شهرة وفظاعة لنظام يقوم بشكل روتيني بترهيب المعارضين في الداخل والخارج ومراقبتهم ومضايقتهم. في يناير 2022، سلط مكتب التحقيقات الفدرالي الضوء على كيفية إستهداف المملكة للمعارضين السعوديين الموجودين داخل الولايات المتحدة، وهو إنتهاك صارخ لسيادتنا الوطنية. في تقرير صدر مؤخراً عن منظمة فريدوم هاوس، أشار المعارضون السعوديون في الولايات المتحدة إلى أن قرار عدم معاقبة محمد بن سلمان لدوره في مقتل خاشقجي كان له تأثير مخيف. وبدا أن رد فعل الحكومة السعودية هو أنه يمكنها أن تفعل ما تريد طالما لا توجد عواقب.))
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى