بقلم حمدى بهاء الدين
إبتداء قبل عام ٢٠١١ لم تكن اثيوبيا ولا اى دولة من دول نهر النيل تجروء أن تقيم سدا أو حتى حاجزا من ورق على نهر النيل وسبق أن حاولوا وكان الرد سريعا ومنجزا وقاسيا من القيادة السياسية ، ولأن نفوذ مصر كان قويا ونافذا وقاطعا ومتعاونا إلى أقصى درجة ولكن بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ تجرأت إثيوبيا بالشروع فى بناء سد النهضة بإرادة منفردة دون التشاور مع مصر أو اى من دول حوض النيل وأظن وليس كل الظن إثم كان الهدف من ثورة يناير تمرير مشروع سد النهضة ولو كان ذلك صحيحا والاستنتاج سليما لكفى بهذه النتيجة خيبة واستمر الوضع بعد ٢٥ يناير حتى الآن من تسويف ومماطلة واجتماعات بلا قيمة ولقاءات بلا نتيجة لأن من يدير هذا الحوار ويرعى الجانب الاثيوبى هو الطرف الاكثر عداءا لمصر ألا وهى إسرائيل والتى تجيد المساومة والتسويف والمماطلة والجدل والتهرب من الإلتزامات فكم جادلوا الرسل بل كم تجرؤا على الله بالجدل ومن هنا كانت النتائج السيئة وأشرف السد على الاكتمال دون تحرك مصرى جاد يوقف هذا الخطر الداهم الذى يهدد حياة المصريين واظن فيما أظن أن الحل بيد إسرائيل وليس بيد إثيوبيا ولو وافقت القيادة المصرية على مد نهر النيل لإسرائيل لانتهت المشكلة تماما فهذا هو هدف اسرائيل وغايتها بالإضافة إلى محاصرة مصر مائيا والتأثير على قراراتها السياسية خاصة مع توغل اسرائيل فى أفريقيا ، والغريب هو فشل المفاوضات وعدم تمكن المفوض المصرى من تحقيق أى ننتيجة ولم يعد أمامنا خيارات لوقف هذا المشروع والأغرب أن القيادة السياسية طالبتنا بعدم الخوض فى موضوع سد النهضة والتوقف عن الحديث فيه لماذا لا أدرى ؟ فهل نصمت وننتظر الجفاف والموت أم ماذا ؟ وهل يمكن السكوت عن خيبة سد النهضة ؟!