ضرب وشتيمة وطرد.. آخر تقاليع برلمان «العُكش»

شروقغنيم 

لا يزال النواب منغمسين في مشاكل فرعية، وخلافات شخصية رغم أن البلاد خلال الأسبوعين الماضيين مرت بمشكلات تنتظر تشريعاتٍ جادة وقوية، كانت أبرزها سلسلة انتهاكاتٍ متزامنة من قِبل أمناء الشرطة في حق المواطنين، ولم يصدر من المجلس تشريعات أو إجراءات رادعة، ولكنها حاليًا تنتظر التشريعات التي أعدتها وزارة الداخلية للفصل فيها، في نفس الوقت الذي يجتاح نقابة الأطباء طوفان غضب.

خلال الجلسة العامة اليوم الإثنين، أوضح الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، أن البرلمان الحالي في «عصرٍ جديد»، وانتهى عصر أن يكون النائب البرلماني واسطة لأبناء دائرته من أجل توفير وظائف أو خدمات بعينها، لكن في نفس الوقت، الأعين جميعها توّلي أنظارها للبرلمان، من أجل توفير تشريعاتٍ تحميهم، وأن يكون وسيلة المواطن لمواجهة الحكومة.

خلصت جلسة الأمس الأحد إلى الموافقة على استقالة المستشار سري صيام، وحدثت مشادات بين النواب بسبب انتهاكات أمناء الشرطة، المشهد اليوم اختلف نسبيًّا، سادت «الخناقات» وسيطرت على أحاديث النواب، لكنها بسبب تراشق الاتهامات والتصريحات فيما بعضهم، فيما تتناثر أحاديثٍ منفصلة وقليلة عن مواد بعينها للائحة، التي تشكل هي الأخرى خلافًا حادًا، تبادل النواب على إثرها الاتهامات فيما بينهم.

لم يهدأ المجلس من الواقعة الأولى لطرد النائب «توفيق عكاشة» من الجلسة العامة، وبمجرد أن وطأت أقدامه خارج القاعة، التف حوله الصحفيون من أجل معرفة أسباب «طرده» من المجلس، لتبدأ الواقعة الثانية، تدخل في المشهد النائب محمد الخميسي، قائلًا: «امشوا محدش هيتكلم معاه مفيش حاجة هتتقال»، عقب ذلك اعتدى بالضرب على الزميل محمد طارق، الصحفي بصحيفة الوطن، موجهًا له الحديث: «أنا هعلمك الأدب، وهمنعك من الدخول، وعاوز أعرف رئيس تحريرك علشان أربيه كمان؛ لأنك إنسان قليل أدب»، بعد التضامن مع الصحفيّ، وإصدار نقابة الصحفيين بيانًا بشأن الأزمة، اعتذر النائب عما بدر منه في حق الصحفيّ.

هُدنة قصيرة حظى بها مجلس النواب، خلال الإسبوعين الماضيين، حدث خلالهم الكثير، لكن تصريحات النواب كانت مُنصبة على اللائحة الداخلية، التي تُمكَّن النواب من وضع آليات عمله، بالإضافة إلى تصريحاتٍ فردية عن الأزمات، لكنها حتى الآن لم تتبلور في هيئة تشريعات أو قرارات.

أزمة الأطباء التي تتمدد حتى الآن، ويزدادون غضبًا لم تشغل حيزًا من قرارات المجلس، واقتصرت على تصريحاتٍ مناهضة للانتهاكات التي يتعرض لها الأطباء، وبعض النواب شاركوا الأطباء وقفتهم أمام «دار الحكمة»، الأسبوع الماضي، تضامنًا معهم، وانتهى الأمر عند ذلك.

الأحداث متسارعة ومتواترة، والمجلس حتى الآن لم يستطع أن يكون على نفس «التراك»، طفلٌ صغير يبلغ أربعة أعوام، وصدر ضده حكمًا عسكريًّا بالسجن المؤبد، استغاثة الأب وعرض مشكلته، ومن ثم إصدار القوات المسلحة بيانًا موضحًا للأزمة، كان وراؤه الإعلام، فيما انفصل عن المشهد مجلس النواب، ويقتصر على إدانات يُدلي النواب بها تصريحاتٍ صحفية.

حالة الانفصال لا تقتصر فقط على المشهد الداخلي والنواب، بل تشهدها اللجان التي تُشكّل في المجلس، إذ أن بعض النواب قد أعربوا اليوم عن عدم معرفتهم بلجنة تقصي حقائق قد شكلها المجلس من أجل دراسة التصريحات التي كان قد أدلى بها المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، وكان وكيل النواب قد أعلن اليوم الإثنين، انتهاء تشكيل اللجنة، والمكوّنة من 25 عضوًا، دون أن يُفصح عن أسماؤهم.

شاهد أيضاً

يوميات اكسبو 2020 دبى اقبال كبير من الزائرين على الجناح المصرى عقب الافتتاح الرسمى للفعاليات

دعاء عبد الحليم شهد الجناح المصرى المشارك فى فعاليات اكسبو 2020 بدبى اقبال كبير من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *