مظاهر الاحتفال بشهر رمضان أيام الفاطميين

محـمـد جـمـال

 

 

 

 

 

 

كل عصر وله طُقوسه فى الاحتفال بالمناسبات وخصوصًا شهر رمضان الكريم ، فطريقة الاحتفال بشهر رمضان الآن تختلف كل الاختلاف عن طريقة الاحتفال فى عصر الفاطميين والمماليك وهكذا ، وذلك يرجع إلى سياسة كل عصر وفلسفته وثقافته التى كانت ماثلة فى أذهان الناس وقتذاك ، وإننا الآن سنذكر – باختصار شديد – كيف احتفل الفاطميون بشهر رمضان الكريم أثناء حكمهم على مصر ؟ وكيف بذلوا كل ما فى وسعهم لاستقبال هذا الشهر الكريم ؟ ، ولكن أولآ سنعطى نبذة يسيرة على الفاطميين وكيف جاءوا الى مصر ؟ ، فمن هم الفاطميون ؟

الفاطميون مازال نسبهم مثار شك بين المؤرخين فهم يدَّعون أنهم منتمون إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول – ص – وزوجة الامام على بن أبى طالب – كرم الله وجهه – ، وهم فرقة من فرق الشيعة الذين يُطالبون بأحقية الامام على بن ابى طالب وأبنائه بالخلافة ، وهؤلاء فروا بمذهبهم الى بلاد المغرب التى كانت آنذاك أرض خصبة للمذهب الشيعى ليكون بمنأى عن عيون الدولة العباسية ، فبعد أن أرسوا دعائم حكمهم ومذهبهم فى هذه البلاد انتهزوا ضعف الدولة العباسية فى بغداد والدولة الاخشيدية فى مصر ونجحوا فى بسط سيطرتهم على مصر وبلاد الحجاز ، وفى مصر قاموا بعدة انجازات سياسية واقتصادية حتى فى المجتمع المصرى والاحتفال بالمناسبات مثل شهر رمضان الذى سنتحدث عنه الآن

فكان الفاطميون يحتفلون به فى أول يوم بركوب الخليفة فى أول يوم من القصر الشرقى الكبير الذى بناه جوهر الصقلى للخليفة المعز لدين الله الفاطمى لكي يتخذه مركزا لحكم دولته مصاحبًا معه وزيره وحول حرسه الخاص ليصل الى جامع عمرو بن العاص ، فيستقبله خطيب المسجد ومعه المصحف المنسوب خطه الى الامام على بن ابى طالب فيقرأه الخليفة ويقبله مرات عديدة ثم يأمر بتوزيع الأموال على خطيب المسجد ومؤذنيه ، ولما ينتهى الخليفة من أداء الصلاة فى المسجد يعود الى قصر الخلافة

كما حرص الفاطميون على اقامة الموائد والمآدب وتنظيمها بالشكل المرجو ، فأول من اهتم باقامتها الخليفة المعز لدين الله ثم الخلفاء الفاطميون من بعده ، وكانت هذه الموائد تُعقد فى المساجد أو قصر الخليفة أو الوزير من اليوم الرابع من شهر رمضان حتى اليوم السادس والعشرين من هذا الشهر ، وكان قاضى القضاة والامراء وكبار رجال الدولة يعلنون عن قيامها لكى يقبل عليها الناس للإفطار

وفى الجُمَع الثلاث الأخيرة من هذا الشهر المعظم كان الخلفاء الفاطميون يرغبون فى الذهاب الى جامع الحاكم بأمر الله والأزهر وعمرو ابن العاص لتأدية الصلاة يوم الجمعة

هذه هى بعض الطقوس التى اعتاد الفاطميون تأديتها أثناء الشهر الكريم والتى توضح مدى حبهم الشديد لهذا الشهر ولكن وفقًا لأفكار مذهبهم

شاهد أيضاً

توحيد سلم الرواتب ومكافأة نهايه الخدمه للعاملين في الدولة

بقلم : أشرف عمر رواتب الموظفين في اي دوله تلتهم اكبر قدر من الدخل القومي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *