الدكتورة أماني محمود عبدالصمد الباحثة الإسلامية في حوار جريء مع شبكة (المراسل)
متابعة: بلال شعبان
شبكة المراسل اليوم لها السبق بأول تحقيق مع الدكتورة أماني محمود عبد الصمد الباحثة الإسلامية بعد عودتها من المملكة العربية السعودية في رحلة علمية شاركت في المؤتمر الدولي القرآني الأول: توظيف الدراسات القرآنية في علاج المشكلات المعاصرة، والذي نظمه قسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية 15- 17 / 1/ 1438ه الموافق 16- الى18/10- 2016م
وكان المؤتمر برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود- أمير منطقة عسير.
تقول الدكتورة أماني محمود عبد الصمد، الباحثة الإسلامية: كان المتقدمون بأبحاث للمؤتمر 416 باحثا من جميع البلاد الإسلامية ، وقد تم عرض الأبحاث على لجنة علمية والتي بدورها قبلت 100 بحث فقط واعتذرت عن قبول باقي الأبحاث للمشاركة في المؤتمر ، وأرسلت خطابات قبول ودعوة لأصحاب المائة بحث المقبولين، وكان رد لجنة التحكيم عليَّ: “قررت لجنة التحكيم قبول بحثكم، مع الإشادة به، وبحسن ترتيبه، وجودة أفكاره ومعلوماته.”
وعن مشاركتها قالت: شاركت ببحث بعنوان : (اتجاه التفسير عند الطاهر ابن عاشور وتوظيفه في علاج المشكلات السياسية)..
وملخص البحث
الحديث عامة عن ملامح اتجاهات المفسرين، يكشف لنا عن العوامل التي أثرت في مؤلفي تلك التفاسير، فلكل عصر أو بيئة تفسير يعد مرآة له، وكل نزعة فكرية في اتجاه التفسير تعكس حصيلة كل مفسر من ثقافة عصره، ومدى تمثله واستيعابه لما اختص نفسه به من هذه الثقافة، في حدود المحور الفكري الذي يدور تفسيره في فلكه، وفي هذا دليل على حيوية النص القرآني، وثرائه التعبيري الذي لا ينفد، ويكشف أيضًا عن مدى التزام هؤلاء المفسرين بالمنهج الذي وضعوا قواعده في بدايات تفاسيرهم، وما قدموه من جديد، والحديث عن ابن عاشور وتفسيره التحرير والتنوير خاصة له أهمية كبيرة؛ فابن عاشور مفكر ومجتهد له مكانته، وتفسيره عدّه العلماء موسوعة علمية قيمة.
ولقد رأيت ابن عاشور قد دخل جنان القرآن الكريم، فسبح بين نجوم إعجازه، وتنسم من عبير جمالياته، ونهل من كنوز علومه، فأنعش أفئدتنا من فيوضات رحمات الله فيه، فأفترض أن في هذا التفسير اتجاها جديدا، يعد رسالة إلى الأمة الإسلامية كلها؛ فيها العلاج لمشكلاتها في نظر ابن عاشور، فهو لا يكتب لنا شيئًا إلا وفيه جديد، فما بالنا بالتفسير، فلابد أن يأتي بتفسير لم يسبقه إليه أحد، ولم أجد أحدًا من الباحثين الذين تناولوا الحديث عن اتجاه ابن عاشور ومنهجه قد أقنعني بنتائج بحثه في هذا الموضوع، فأقبلت على البحث في هذا الموضوع، وهو يندرج تحت المحور الثاني للمؤتمر: توظيف الدراسات القرآنية في علاج المشكلات السياسية.
ويهدف البحث إلى النهوض بالدراسات القرآنية، وتفعيل مناهج المفسرين المتنوعة في مجال الدراسات القرآنية لتؤدي دورها في علاج المشكلات المعاصرة؛ وذلك من خلال الكشف عن اتجاه التفسير عند الطاهر بن عاشور، ومعرفة كيفية توظيفه في علاج مشكلات الأمة الإسلامية عامة والمشكلات السياسية خاصة.
وقد اتبعت في ذلك منهجا يقوم على: استقراء النصوص والشواهد واستنتاج نوع الاتجاه التفسيري عند ابن عاشور، وتحليل تلك النصوص للبرهنة على نوع الاتجاه عنده في تفسيره – الذي توصلت إليه- وإبراز أهم ملامحه وكيفية توظيف ابن عاشور له في علاج المشكلات السياسية التي تجد على الأمة الإسلامية.
وجاء البحث في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة.
فَأَمَّا الْمُقَدِّمَةُ فَتَحْتَوي عَلَى: مَنْهَجِ الدِّرَاسَةِ، وَأَهَمِّيةِ الْمَوضُوعِ، وَسَبَبِ اخْتِيارِهِ، وَالدِّرَاسَاتِ السَّابِقَةِ، وَخُطَّةُ البحث.
وَأَمَّا التَّمْهِيدُ، فَقَدْ أَتَى بِعُنْوانِ: (اتجاهات تفسير القرآن في عصر ابن عاشور)
وتناولت فيه مفهــــوم الاتـجـــاه وأنواعه؛ حيث يعتبر الاتجاه بوصفه مصطلحا من المصطلحات الحديثة، قد اختلف العلماء في تعريفه، وأدق تعريف له هو تعريف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الشريف–رحمه الله- الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة بأنه: مجموعة الآراء والأفكار والنظرات والمباحث التي تشيع في تفسير ما بصورة أوضح من غيرها، وتكون غالبة على ما سواها، ويحكمها إطار نظري أو فكرة كلية تعكس بصدق مصدر الثقافة التي تأثر بها صاحب التفسير ولونت تفسيره بلونها،وهو يختلف عن المنهج والطريــقة.
*وتناول المبحث الأول:(التعريف بابن عاشور وأثر عصره في اتجاه التفسير عنده)
من خلال مطلبين: الأول: عن حياة الطاهر ابن عاشور
والثاني: تحدثت فيه عن(عصر ابن عاشور وأثره في اتجاه التفسير عنده )
فلقد عاش ابن عاشور في مرحلة حرجة من مراحل تاريــخ الأمة الإسلامية؛ حيث إن الاستعمار كان يجوس خلال ديارها، وظهرت حركات الإصلاح لمجابهة هذا الدمار، وكان من أبرز زعماء حركات الإصلاح آنذاك.
*في حين جاء المبحث الثاني: ليكشف لنا عن اتجاه التفسير عند ابن عاشور
ثم جاء المبحث الثالث: بعنوان (توظيف ابن عاشور اتجاه التفسير في علاج المشكلات السياسية)وفيه مطلبان؛ الأول:بينت فيه منهج ابن عاشور في تفسيره
أما الثاني:فبينت فيه طريقة ابن عاشور في توظيف اتجاه التفسير لعلاج المشكلات السياسية)
*وختمت البحث بخاتــمة:خلصت فيها إلى أهم النتائج والتوصيات:
فأهم النتائج
1- قضى الطاهر بن عاشور عمره في السعي إلى الإصلاح والتجديـد؛ ودعوته تعد امتدادا لدعوة الإمام محمد عبده والإمام محمد بن عبد الوهاب؛ حيث تأثر بزعماء الإصلاح في عصره إما بطريق مباشر؛ كتأثره بالإمام محمد عبده، أو بطريق غير مباشر؛ كتأثره بالشيخ محمد رشيد رضا الذي تأثر بدوره بالإمام محمد بن عبد الوهاب.
2- رأى ابن عاشور أن مقاصد الإسلام عامة تشمل كل العلوم، وفيها الحل لكل مشاكل المسلمين، فاتسم موقفه من العلوم كلها بالاستيعاب والتجديد، ونهج فيها الغربلة وإعادة التركيب، وفقًا للمقاصد.
3- اتجاه التفسير عند ابن عاشور اتجاه جديد، لم يسبق إليه، يتناول الكليات، ويضم كل الجزئيات التي اهتمت بها كل الاتجاهات، وهو الاتجاه المقاصدي، وقد سبقه الشاطبي بالإشارة إليه.
4- الاتجاه المقاصدي في تفسير القرآن – كما يعرفه ابن عاشور-، هو: بيان ما يصل إليه المفسر أو ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتم بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ من كل ما يوضح المراد من مقاصد القرآن، أو ما يتوقف عليه فهمه أكمل فهم، أو يخدم المقصد تفصيلًا وتفريعًا، مع إقامة الحجة على ذلك إن كان به خفاء، أو لتوقع مكابرة من معاند أو جاهل.
6- منهج ابن عاشور تقليدي إجمالي؛ أي: يتناول كل سورة مجملًا القول فيها ثم مفصلًا، مع إبراز الوحدة النسقية لها، والالتزام بالترتيب التقليدي للسور حسب ترتيبها في القرآن الكريم.
7- طريقة ابن عاشور في تفسيره تجمع بين الأصالة والتجديد، فلم يتحرر من القديم ويهاجمه كما فعل بعض المصلحين في عصره، ولم يقف عنده ويعكف عليه؛ بل عمد إلى ما أشاده الأقدمون فهذبه وزاده.
8- وظف ابن عاشور اتجاه التفسير في حل مشكلات الأمة، ومن بينها المشكلات السياسية.
9- اعتنى ابن عاشور في علاجه للمشكلات السياسية بمعالم الإصلاح العامةوبيان أصول الدعوة إلى الله، وبيان فقه المصالح والمفاسد.
10-حرص ابن عاشور على ما يرفع من شأن الأمة فاعتنى بالقصص القرآني، واستلهام العبر من تلك القصص كي تعتبر الأمة بمن سبقها وتستقل عن غيرها .
وأهم التوصيات
1- ضرورة توجيه الباحثين إلى دراسة مناهج المفسرين المتنوعة في مجال الدراسات القرآنية لتؤدي دورها في علاج المشكلات المعاصرة.
2- ضرورة التفصيل في دراسة طريقة ابن عاشور في توظيف اتجاه التفسير في حل مشكلات الأمة المتنوعة.
وقامت إدارة الجامعة بتكريمي ومنحي درع الجامعة وشهادة تقدير عن مشاركتي في المؤتمر وبعض الهدايا القيمة.
واختتمت الدكتورة كلامها بتقدمها بخالص الشكر والتقدير لجامعة الملك خالد رئيسا وإدارة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وأخص بالذكر الدكتور/ نبيل بن محمد مرعي؛ المسئول عن تنظيم المؤتمر على جهوده التي بذلها في مساعدتي وحسن تعاونه، كما لا يفوتني في هذا المقام أن أشكر المسئولين في القسم النسائي وكذلك الطالبات..
كما أتقدم في هذا المقام الكريم بالدعوات الخالصات إلى أَسَاتِذَتِي الْفُضَلَاءِ الَّذِينَ لَمْ يَبْخَلُوا عَلَيَّ بِمَشُورَةٍ وَلَا بِنَصِيحَةٍ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ أُسْتَاذِيِ الدُّكْتُور/ مُحَمَّد إبراهيم شريف ، أُسْتَاذُ الشَّرِيعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ بِكُلِّيَةِ دار العلوم جامعة القاهرة، رحمه الله وغفر له، فله الفضل علي في علم التفسير فجزاه الله عني خيرا.
ومن جانبنا تتقدم شبكة المراسل اليوم بالشكر للدكتورة والباحثة الإسلامية أمانى محمود عبد الصمد بالشكر على ما قدمت منبحث غال وقيم للمسلمين عامة.. كما مثلت مصر في هذا المؤتمر العظيم ورفعت راية مصر عالية خفاقة