الاهمال فى مستشفيات التأمين الصحى بالاسكندرية

الاسكندرية : علاء الدين حسين
ربما تكون كلمه الاهمال وحدها لاتكفى للتعبير عن ما رأيناه اليوم فى مستشفى كرموز للتأمين الصحى بالاسكندرية والمعروفة باسم كرموز العمالى ؛
فى العيادة الخارجية للمستشفى وخاصة قسم الاشعة توجهنا بصحبة احد المنتفعين بالهيئة لعمل اشعة على القلب بالموجات فوق السمعية والمعروفة علميا باسم ايكو ؛ وقد راينا ما لا نريد ان نراه مرة اخرى ؛ طابور من المرضى معظمهم من كبار السن جميعهم مرضى القلب ومنهم من هو فى حالة حرجة يقدر تعدادهم بالعشرات من كلا الجنسين جميعهم متراصين على الكراسى والحجرة مملؤة عن بكرة ابيها بالمرضى وعدد الوقوف اكبر بكثير من عدد الجالسين ؛ الحجرة صغيرة المساحة ولا يوجد بها اي منفذ من منافذ التهوية وباختصار شديد اردئ من زنزانة فى سجن الغربانيات ؛ ينتظر مريض القلب ساعات طويلة حتى ياتيه الفرج وتنادى التومرجية على اسمه معلنه الافراج عن مده حبسه ودخوله لعمل الاشعة ؛الحالات بالعيادة تضم فئتين ؛ فئة الحالات الداخلية والمقصود بها المرضى المحجوزين بالمستشفى والمطلوب عمل رسم قلب لهم بصورة عاجلة لاستكمال علاجهم والفئة الثانية مرضى العيادة الخارجية ؛ والكل ينتظر دوره فى الدخول ربما لعدة ساعات كما اخبرنا المرضى انفسهم ؛ التهبت مشاعرنا عندما راينا احدى السيدات تنتظر دورها على السرير المتحرك امام العيادة وبصحبة نجلتها تعانى من الام القلب وتطلب المساعدة ولا مجيب لها فلا يوجد طبيب او حتى ممضرة بصحبتها ولم تجد المساعدة من احد طلبت وضع مخدة تحت راسها ومساعدة طبية ولم تجد احدا بجوارها ولم تمر الا دقائق معدودة حتى سمعنا التومرجية تصرخ وتقول المريضة تحتضر وكررتها عدة مرات وسحبتها بسريرها مسرعة الى اقرب طبيبة دون جدون وكانت ايادى الاهمال بالمستشفى اقرب اليها من يد التومرجية.. وتوفت السيدة المسنة امام اعين جميع الحضور.. وسخط االكل على الاهمال وتردى الاوضاع بالمستشفى الذى اودى بحياة هذه المسكينة ؛ توجهنا على الفور الى مكاتب المسئولين بالمستشفى ولم نجد احدا منهم ؛ مما دعانا الى التوجه الى السيد الدكتور محمود الكسبانى مدير فرع شمال غرب الدلتا للتامين الصحى ؛تحدثنا معه ونحن متأثرين بهول ما رأيناه واول ما سردناه عليه قصة السيدة التى توفت من طول الانتظار ومن عدم الرعاية الطبية الكافية بالمستشفى ؛ وكنا نتوقع ان نرى على وجهه اى نوع من الانفعالات لهذه الواقعة وللاسف الشديد لم نلاحظ اى تأثير لما نقول على تعبيرات وجهه وكأنه شئ عادى بالنسبه لهم؛ وكان رد سيادته اكثر غرابه عندما سألناه عن كل هذا الزحام فى عيادة الاشعة فأجاب سيادته انها تعليمات منه شخصيا والا فالبديل عن ذلك سينتظر مريض العيادة عدة اشهر فى قائمة الانتظار لعمل اشعة رسم القلب؛
اجابته زادت احباطنا فلا توحد الحلول فى كلامه فطرحنا عليه اسئلة اخرى تتعلق بالمستشفى فقد رأينا حجرة العناية المركزة بقسم الطوارى مليئة بالذباب والناموس وكنا قد ناقشناه فى ذلك منذ عاما مضى تقريبا واعدنا سؤاله عن نفس الموضوع هل فعلتم شئ لحل هذه المشكلة وهنا بدأت تتغير تعبيرات وجهه التى لم تتأثربوفاة المواطنة بسبب اهمال العاملين بالمستشفى وافاد سيادته ان المسئول عن ذلك هو حى غرب الاسكندرية وليس التأمين الصحى ؛ واكد سيادته ان صناديق القمامة متراصة امام سور المستشفى من الجانب البحرى وهى المسئولة عن الذباب والناموس داخل المستشفى واشار الى انه ارسل مرارا وتكرارا بالمذكرات الى الحى والمحافظة وانه لامجيب لشكواه ….
واضاف انه يوجد بجوار المستشفى من الجانب الاخر بائعى الاقمشة يفترشون الشارع ويمنعون دخول سيارات الاسعاف من والى المستشفى ويخشى الموظفون بالمستشفى ومسئولى الامن بالمستشفى من الاحتكاك بهم حتى لايتعرضوا للايذاء ؛
لم نرغب فىالانتظار كثيرا بمكتب السيد وكيل وزارة الصحة للتامين الصحى وتوجهنا على الفور الى السيد رئيس حى غرب الاسكندرية وعرضنا عليه ما سمعناه من السيد وكيل الوزارة …
ولم يكن رده بالهادئ ايضا فقد كان عصبى المزاج عندما سمع اتهاماته بالتقصير واكد انه لاتقصير لديهم فى حى غرب ولاصحة لما يقوله السيد وكيل وزارة الصحة ؛ واضاف انه لايهتم بالالقاب و انه قائم على رأس عمله… عرضنا على سيادته الصور التى التقطناها بالموبايل لسور المستشفى واشرنا له ان الصور تؤكد ان بائعى الخردة وقطع غيار السيارات يفترشون سور المستشفى بالكامل من الجانب البحرى بالاضافة الى صور صندوق الزبالة ومفروشات بائعى الاقمشة بالجانب الاخر من السور …
ازدادت عصبية رئيس الحى بعدما رأى هذه الصور وبدأ فى الهجوم المباشر على مراسل الجريدة بعدم اتباعه المهنية فى التحقيق من وجهه نظره وطلب منه الاتجاه الى مستشفيات اخرى والابتعاد عن مستشفى كرموز للتامين الصحى…
تلاحظ ان كل هذه الاشغالات بصور المستشفى مع العلم بان مبنى المستشفى ملاصق تماما لديوان حى غرب الاسكندرية …. ولا تعليق
عدنا مجددا الى السيدة الدكتورة مها مديرة المستفى لسؤالها عما حدث فأكدت سيادتها وجود جهازين لعمل الايكو بالمستشفى احدهم للحالات الداخلية وهم المرضى المحجوزين بالمستشفى والاخر لمرضى العيادات الخارجية ولما اكدنا لها ان الكل يذهب لمكان واحد وان مريض القلب ينتظر فى طابور لعده ساعات لكى يتمكن من عمل رسم الفلب حتى يبدأ فى العلاج وان بعض الحالات حرجة لاتتحمل الانتظار ولماذا يتم تعطيل احد الجهازين وتشغيل جهاز واحد فقط …
اجابت ان لديها ثلاثة اطباء عناية مركزة فقط بالمستشفى والعمل مقسم عليهم بالتناوب…
لم نتمكن لضيق الوقت من تفقد احوال بقية اقسام المستشفى والاستماع لشكاوى المرضى الا ان احدهم اكد لنا انه منتظر اجراء عمليه جراحية لاستئصال المرارة وان الطبيب اجل العملية لمده شهر لعدم توفر سرير بالمستشفى وهذا ما انكره وكيل الوزارة ومديرة المستشفى واكدوا لنا انه لاتوجد قوائم انتظار لدينا وكذبوا صحة ما يدعيه المريض…
الصورة واضحة جليا امام المسئولين بوزارة الصحة وبمحافظة الاسكندرية اصبنا بخيبة امل عندما راينا السيدة المسنه تتوفى امام اعيننا وردود افعال المسئولين فى منتهى برود الاعصاب

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

 

شاهد أيضاً

الأزمة في تونس: كيف وصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟

تحقيق/حماده جمعه في عام 2011 انطلقت شرارة ربيع الثورات العربية من تونس، وما لبثت أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *