سكان مثلث حلايب…!

كتب . هيثم الشريف
هناك فئة تسمى “قبائل البجا، البشارية والعبابدة ” و بطبيعة الحال ينتمي القائمين على ادارة هذا الصفحة لهذه الفئة المحترمة، نفوسنا طيبة جدا، لا نكره أحد، ولا نسعى وراء ما يسعى غالبية الناس وراءه، إذا ضحكنا فاعلم بأننا نضحك من أعماق قلوبنا، و إذا بكينا فاعلم أننا فعلا تأثرنا. لا نريد منكم شيئا سوى دعمنا ومؤازرتنا و تفهم أن منطقتنا فعلاً تعاني من نقص كافة الأشياء، ولن يكون هناك دعم إلا بالتعرف على السكان وثقافة أهل هذا المكان، هنا يحتاج الناس إلى دعمكم، هنا يموت الناس ربما لسبب بسيط جدا دون أن يجدوا طبيب يساعدهم على الحياة، هنا لا يوجد تعليم ﻷن غالبية المعلمين ترفض التواجد في مثل هذه الصحراء ..
في المقابل سنترك لكم كل شيء، لن نزاحمكم في وادي النيل، ولن نشارككم حياتكم الجميلة، سنترككم تستمتعون بكل ذلك، لن نطالبكم بتوزيع عادل للثروة، فقط سنحتفظ بالطريقة التي نعيش بها حياتنا هنا في هذه الصحراء التي نرحب بكم فيها دائما وتسعدنا زياراتكم المتكررة ﻷنها شكل من أشكال الدعم التي تخلصنا من حالة التهميش التي نعيشها..
نحن لم نتسبب في أي حرب، ولا في كل تلك الكوارث التي وقعت حولنا..، نحن لم نتسبب بأي شيء من هذا القبيل، بل أن كثير من سكان هذه المنطقة لا يهتم أصلاً بما يجري خارج نطاق هذا المثلث، إلا أن شرر ما يحدث خارجه حتما سيصله، إما من هناك وإما من هنا !
بكامل ارادتنا قررنا إنشاء صفحة تقدم معروض بصري يشرح حياة الإنسان في هذه المنطقة من العالم، قدمنا الكثير من صور الجنة التي نعيش بها، وقدمنا صور أكثر عن حياة الأشقياء سكان هذه الجنة . نعرض لكم تاريخ وتراث لقبائل اختار من كتبوا التاريخ تهميشهم، وكذلك اختار من حكموا.
مطالبنا لا تحتاج عصا موسى ، فنحن أبسط مما تتخيلوا، وأطيب مما لا تتخيلوا، نحن لا نطلب سوى مثلث خالٍ من المشاكل، لا نأمل في مدينة فاضلة، فقط نطلب الحد الأدنى من حقوقنا. إصلاح المعلمين قبل إصلاح التعليم نفسه، نريد من الدولة أن تؤمن بأننا نستحق الحياة، نريد فتح المنافذ بشكلٍ تام لأننا أهل تجارة وعمل، سنعمل ولن نكلف الدولة شيء، نتمنى أن توفر لنا الدولة علاج دائم لا قوافل طبية، ﻷن الموت غالباً لا ينتظر وصول هذه القوافل، نتمنى أن تفتح الدولة السياحة ليرى الناس محمية جبل علبه تحديداً ﻷنها تستحق أن يراها الناس، فلا يعقل أن نمتلك محمية طبيعية مصنفة عالميا وتفرض القوات المسلحة كل هذه القيود على زيارتها.
هنا “ثقافة” وحياة لا يقوى عليها غيرنا وقد سمعت للتو أنغام “هوسييت” أفكر في الذهاب إليها، نحن أهل المثلث نقوم بدعوة أنفسنا دائما، يعجبني مجتمعي من هذه الناحية، لا يتصنع، ولا يتكلف…