طرح اخى الصديق الدكتور عمر قوره سؤالا عن السبب المنطقي في تغيير اسماء الاطباق و الاكلات المصريه الى اسماء اجنبيه

كتب الدكتور نبيل حنضل

طرح اخى الصديق الدكتور عمر قوره سؤالا عن السبب المنطقي في تغيير اسماء الاطباق و الاكلات المصريه الى اسماء اجنبيه اصبح فيها (الكاكاو) هوت شوكلت و(البليله ) بينز و(الفشار) بوب كورن و(الملوخية) جرين سووب و (البقسماط ) باتون ساليه و(الفطير) كريب و(الطعميه )بقت جرين بورجرو (الطحينه) وايت صوص و(الكشري) ايجيبشن باستا …وتساءل عن اثرذلك علي هويه وشخصيه المطبخ المصري؟ لم يكن سؤال د عمر مجرد سؤال انما هو استنكار اضم صوتى اليه .. لان اسماؤنا ومسمياتنا لها معنى و لها تاريخ ولها فى عاداتنا وتقاليدنا مكان ,وفى ضياعها ضياع ليس لهويه المطبخ المصرى فقط وانما ضياع للهويه العربيه وعبث بالتراث وتضييع لملامح الشخصيه وقطع للاصاله
وياليت الامر يقف عند اسماء الاكلات بدعوى التسويق لها بشكل جديد جذاب – لان ذلك لا يجوز لان لكل صنف تاريخ وسبب للتسميه وقصص سجلتها كتب التراث – فمن اراد ان يقدم اسماء جديده عليه ان يبتكر اصنافا جديده ويسميها كما شاء دون ان يمس الثوابت ويعتدى على ما تعارفت عليه الاجيال 
لان اخشى ما اخشاه ان يكون هذا الاسراف الذى نراه اليوم مجسدا فى استبدال اسماء الثوابت العربيه باخرى اجنبيه بهدف فك روابط الانتماء و الانصراف عن العربيه ذاتها 
,اننا لو تلقتنا حولنا تجد فعلا ان الامر خطير بل انه اكبر مما نتصور وانه ليس صدفه وان سرعه انتشاره وتغلغله ليس غشوائيا , وهذا امر يحتاج الي تحليل وحسم 
الا نلاحظ ان كلامنا العادى تتخلله كلمات ومقاطع اجنبيه – فهل هذا دليل ثقافه او ان العربيه اصبحت غير قادره على التعبير , وهل ترى ان عناوين محلاتنا وشركاتنا وكروت هويتنا وحتى لغه تخاطبنا على وسائل الاتصال الالكترونى تستبدل العربيه بحروف اجنبيه , واننا نكتب اسماءنا بالانجليزيه . بل لقد وصل الامر الى اننا نسمى ابنائنا باسماء غريبه بعضها غربى وبعضها فارسى وتركى وبعضها لا معنى له ,,– بل وهناك على ( النت ) قوائم لاسماء بلغات اجنبيه يختار منها الناس اسماء اولادهم بدلا من العربيه 
حتى فى التعامل فى الوحدات الاداريه الراقيه و الشركات حتى فى المؤتمرات والرسائل العلميه لا نجد للعربيه مكانا بالرغم من اننا فى بلد عربى وطرفى التخاطب عرب والقراء او المستمعون عرب والمستفيدون عرب . الابعد من ذلك انك فى بعض البلاد العربيه تجد غربه للغه العربيه …
فهل هذه حضاره وثقافه او هو تقليد اعمى لا نفهم مداه او هو شعور بالنقص او انه غزو فكرى لهجر لغه القران وهدم عنصر هام من عناصر الوحده العربيه , او هو جزء من برنامج الفوضى الخلاقه , ومخطط نتورط فيه بلا وعى ونصبح امه بلا شخصيه لا تراث ولا لغه تجمعها 
– لقد ذكرنى هذا الحديث بنهى الامام الشافعي عن ان يخلط من يعرف العربية كلامه بكلام أعجمي 
– كما ذكرنى بموقف كنت شاهدا عليه خلال عقد مؤتمر كبير فى احد الفندق الكبرى .كان الحديث فيه بالانجليزيه و كان اغلب الحضور مصريون وعرب -يستعينون بسماعات الترجمه – وعندما جاء الدور على احد الحاضرين ليتحدث صعد على المنصه ثم تلفت حوله وقال بانجليزيه سليمه ( اسمحوا لى عندى ملاحظه .. نحن هنا فى فندق عربى والموضوع الذى نحن بصدده خاص بمؤسسات عربيه واغلب الحاضرون مصريون وعرب الا واحدا فقط هو الخبير الانجليزى – والترجمه غير دقيقه .. اذن لماذا لا يكون حديثنا بلغتنا الاصليه لنفهم اكثر ونعبر افضل -لهذا استاذنكم ان اتكلم بالعربيه . – خلع الجميع سماعاتهم .-. واتم الرجل كلمته بالعربيه – وسط تصفيق حاد – وعندما جاء دور الخبير للرد كانت المفاجاه ان رده كان بالعربيه الفصحى لانه كما قال عاش فى مصر مده طويله وتعلم لغتها 
– اقول هنا لمن يدعون انهم يحاكون ( الخواجات ) ان الخواجات يعتزون بلغتهم كما انهم منتمون لاصولهم ويانفون التحدث بغيرها ،ومن سافر منا الى المانيا اوفرنسا يجد صعوبه فى التحدث معهم بالانجليزيه لانهم يفضلون التعامل بلغتهم 
– حتى بتجربتى الشخصيه فاننى اتعرف على جنسيه السائح من اسمه فكيف نغير نحن اسماء اكلاتنا الاصيله وملابسنا واسماء محلاتنا وحتى اسماءنا الى اسماء اجنبيه ونضيع بايدينا هويتنا. وانتماءنا لاصلنا. 
– واذكر ايضا انه كان هناك قانون لايسمح للمحال ان تسمى باسماء اجنبيه وهناك عرف كان متبع لا يسمح بتسميه الاولاد والابناء باسماء معينه ولا ادرى لماذا لا يفعل هذا الاتجاه 
– ان هذه دعوه للهيئات العلميه والمتخصصه ومجمع اللغه العربيه وعلماء الاجتماع والمهتمون لدراسه الظاهره وايجاد حل لها بالتوعيه وبالقانون قبل ان تصبح لغتنا غريبه بيننا – ويضيع منا تراثنا وشخصيتنا وانتماؤنا , وعامل وحدتنا العربيه. ولغه قرآننا 
– واللهم فاشهد

شاهد أيضاً

توحيد سلم الرواتب ومكافأة نهايه الخدمه للعاملين في الدولة

بقلم : أشرف عمر رواتب الموظفين في اي دوله تلتهم اكبر قدر من الدخل القومي …