لاتسلني

بقلمالشاعر سمير عبد الرؤوف الزيات

كتب القصيدة منذ أربعين سنة وتنشر لأول مرة 

يا حَبيبي ، والهوى يَجْتَاحُ نفسي
قد عَلِمْتَ – الآنَ – مأساتي وبُؤسي
لا تَسَلني عن أَمــانينا ســــويَّا
ضَاعتِ الأحْلامُ في وهمي ويأسي
ضَاعتِ الأيَّامُ منِّي ، ضَاعَ أَمْسي
أين منِّي – يا حبيبي – بعضُ أمسي؟
لا تَسَلني كيف ضاعت ، لا تَسَلني
يا حبيبي، كيف أصحو؟، كيف أُمْسِي؟
واسْـــألِ الأَشْجَان عنِّي واللَّيالي
ما تَرى ؟ ، قدْ أُخرِسَت عن كلِّ همسِ
***
كانت الأحلام عمري ، عقلُ قلبي ،
مُهجتي ، أوهامُ حبي ، نبضُ حسِّي
قد تَهَاوَتْ بينَ أَحْضانِ اللَّيالي
أصْبَحَتْ أَطْلالُها أَنْقَاضَ بُؤْسِ
قد تَوَارَتْ عن عيون الفجر غدراً
كالمُنَى لو يَنْتَحِرْ في يومِ نحسِ
شُيِّعَتْ بالأمس صمتاً ، ضمَّــهَا صَدرٌ
حَنُــونٌ ، فارَقَتْ صَدْري لِرَمْسِ
***
قاتِلي قد خُنتَ عهدي ، يا قتيلَ
اللَّوْمِ مهلاً ، لمْ أعِشْ يوما لنفسي
بالهَــوى ضَلَّلْتَ قلبي ، لا أُبالي
لَوْ أُضِلَّ النَّاسُ مِنْ شيخٍ وقسِّ
فاطْلُبِ الغُفْرانَ مِنْ رِجْسٍ عظيمٍ
وابتَعِدْ عنِّي ، فقدْ طهَّرتُ رِجْسي
لا تَسَلْني ، واسْأَلِ الأقْدارَ عَفْـــواً
وارْتَقِبْ عَفْوِي ، وأفكاري ، وَحَدْسِي
لا تَقُلْ شَيْئًا فَعَيْنُ الحُبِّ نَامَتْ
واسْتَكَانَتْ ، بَعْدَمَا دَمَّــرْتُ كَأْسِي
***