مقهي الحب

بقلم عبد العليم مبارك

تشهد المقاهي حراكا بين الشباب عندما يجتمعون علي احدي طاولاتها المستديرة .. عادة ما تكون نقاشاتهم في مجال كرة القدم ،ومواقع التواصل الاجتماعي والجديد فيها من : تويتر ، واتس أب، سناب شباب ، وغيرها .. إلا أن هناك طاولة في أحد المقاهي وفي زوايتة اختلفت في طرحها للمواضيع .. فكثرة الأوراق كانت حاضرة عليها أكثر من المشروبات .. وكذلك كانت أغلب مواقع التواصل الاجتماعي حاضرة وبقوة وباهتمام شديد منهم .. حتي العم ” جوجل ” كان موجودا . جميع من في المقهي وانا منهم أعتقد أن علي هذه الطاولة من كثرة الأوراق ستعقد صفقة تجارية كبري ومشروعات الأحلام العصرية .. فالمقهي في الآونة الأخيرة من اجمل الأماكن لمثل هذه الأمور .. ولكن الأمر كان مغايرا تماما في هذه الطاولة تعالت أصواتهم، وبدأ البعض يلتفت إليهم فضولا لمعرفة ما يدور فيها .. والمفاجأة ان هذه الأوراق كانت مليئة بأرقام واسماء صفحات أصدقائهم من البنات علي موقع التواصل ، وكل واحد يستعرض بطريقتة اللي الخاصة أمام الآخرين ، حتي يتم اختيار الأفضل والمناسب لكل واحد منهم التي يوجد بها المواصفات التي يريدونها .. كل من في المقهي في حالة ذهول من هذه الطاولة والصفقات العجيبة تلك . توقفت قليلا .. وقلت في نفسي هل بالفعل هذا هو المكان المناسب لاختيار شريكة الحياة سواء كان الزواج سرا او علنا ؟.. وهل كل ما يتعلق بالزواج من أوله الي آخره يتم طرحه علي طاولة في مقهي ومع وريقات بها أرقام واسماء ؟ . هل نحن في حاجة فعلا لزيادة نسبة الطلاق في مجتمعنا من خلال هرطقات المقاهي ؟. في اعتقادي ان من هم حول الطاولة المستديرة ، والذين يخططون للزواج في المقاهي ان ما يفعلونه ،المتضرر الأول والأخير فيها المرأة، وفي كل الأحوال هي الخاسرة بكل المقايس .. والراجل هو الرابح .. لانه سيعود الي طاولته في المقهي ذاته ، ويعقد صفقات أخري جديدة، وتتكرر المأساة .

شاهد أيضاً

الأزمة في تونس: كيف وصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟

تحقيق/حماده جمعه في عام 2011 انطلقت شرارة ربيع الثورات العربية من تونس، وما لبثت أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *