مقطع من قصيدة ( يوم الحساب ) ذات النَّسيج الملحميّ ِ الّتي ستلقى مع مقاطع موسيقيّة وغنائيّة كأجزاء مكوّنة من العمل ، وليست كخلفيّات موسيقيّة ، وسيشاركني في إلقاء القصيدة عدد من الأخوة ، والأخوات ،
من ديوان ( فخامة المواطن ) دار الينابيع / دمشق
كتب القصيدة الشاعر الكبير حسين أبو سعد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كم راجل ٍ بعباءة ٍ مَرْقوعــــــــة ٍ …..خلعَ العـــــباءةَ بالزَّئيـرِ تأزَّرا!
وكأنَّ إســرافيلَ ســلَّ البوقَ في …..يوم ِ الحساب ِ مُرَوِّعاً ، ومُنَـفِّـرا
يتعقَّبُ الأجنادَ ، فَـرُّوا كالظِّبــــا…..ءِ، وراءَهُمْ يجري شبيهَ الشَّنْفَرَى
خافوهُ جنّـاً هاجمـــاً ، لنْ يُـدبِرا…..طاقاتُهُ في اللّانهاية ِ مُشْـــــــهَرَهْ
كالبرقِ كرَّ ،يطاردُ العشراتِ أوْ……وَلَ وجبةٍ ، ويصيحُ :هاتوا أكثرا
من صـارَ بينَ يديهِ طَقْطَقَ عُنْقَهُ…..ورمـاهُ مثلَ القَشّ ِ أَصْفَرَ أصْفَرا
كم مِنْ فصـائلَ نُـفِّرَتْ من أجلِه!…..وعليهِ كم فَشَــكُ البنادقِ ِأمطرا!
فغــــــدا كما الغِربال ِتلمعُ روحُهُ ….بدم ٍ عَصِــــيّ ٍمثلَ رُبّانٍ جرى
برصاصِ زَخّ ٍطارَ حَشْـوُ دماغِهِ…..وبهِ امتدادُ السِّــــنديان ِ تَـزَنَّـرا
كالنَّسرِ ما بينَ الصّخور ِتشبَّثَـتْ ….رجلاهُ ، مثلَ الحورِ ظلَّ مُجذَّرا
لمَّا أتاهُ الحَتْـفُ ، فَـرُّوا خــائفيْـ…….ـنَ، كأنَّ فيهِ مؤقِّـتاً ، ليُـفَـجَّرا
و لَرُبَّ روح ٍ غيرِ ِروح ٍفيهِ بُثْـ ….ثَتْ ، تســــتعدُّ إلى نزال ٍ أكبرا
خالوهُ غيرَالنَّاس ِمن غير ِالكوا…..كبِ قدْ تجلَّى ، جَنَّـنَ المُســتعمِرا
خالوهُ من أســـــطورةٍ قُـدَّامَها ….إلياذةُ اليونان ِ تبدو أصــــــغَرَا!
وكأنَّـهُ احـتكرَ البطولـــةَ مُنْزلاً …..آياتـِـــها لِمَنِ ِ اهتدى ، وتفكَّرا
هوَ شـهقةُ المَوَّال ِما فوق الرُّبا……هوَ نارُ ثلج ٍ في الإرادةِ قُــــدِّرا
مازالَ رمزاً للحُماةِ ، لهُ التَّحيْ……يَةُ كُلَّ يومٍ في الدِّيار ِمُعَطَّــــرَهْ
ويظلُّ في وجداننا في كلِّ جيْـ…..ـلٍ بالصَّباحِ ، وبالخلاصِ مُبشَّرا
كرهوهُ كابوســــاً عليهم ماحقاً ….كالذِّئبِ في غَـنَم ٍ فـَرَى ما قد فرى
الذِّئبُ دافعَ ضِـدَّ شـاةٍ ، تعتدي ….بســــلاحِ نارٍ تســـتبيحُ غضنفرا
حرقَتْ مدائنَ،أزهقَـتْ أرواحَنا …وإلى رمـــادٍ كم أحالَتْ أخضرا !
بئسَ الحضارَةُ إذْ تُعادي ذاتَـها ….باسمِ الحضـارةِ كُلُّ شيءٍ غُـيّـِرا
وإذا الحضارةُ طَلَّـقَتْ أخلاقَـها ….فابصقْ عليها دونَ أنْ تَـتَحَسَّــرا
*****
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ