سجن مطلق واسير حر

 

بقلم/عبدالحميد شومان
بعد ان مضي الليل الذي سرعان ما كنا نقضيه في ثبات عميق استعدادا ليوم عمل جديد.. حل علينا ضيفا لا اقول ثقيلا فأنا وانت من قدمنا له الدعوة ليحل علينا وبأموالنا نجعل من انفسنا داخل سجن مطلق وأسري احرار… بأموالنا نحن من أسرنا أنفسنا خلف شاشة صغيره فرقت شمل اسرتنا وانعدم الحوار الاسري.
تعالو معي نتكلم بوضوح.
والسؤال هل مضي زمن الليل الطويل المظلم ؟؟هل جاء الليل المنير ليس بضوء القمر ولمعان النجوم وتمت الاستعانه بأضواء شاشات الهاتف المحمول؟؟

لقد اصبح الصمت الرهيب هو سيد الجلسات العائلية وبدلا مما كنا نجلس نتحاور في شؤن حياتنا اصبح حتي حوارنا حول ما شاهده كل منا او قرأه علي صفحات التواصل الاجتماعي مما افقد الحياة الاجتماعية مذاقها..

وسرعان ما تنتهي الجلسه العائليه او بين الاصدقاء بأن يمسك كل منا هاتفه ويعم الهدوء بل الصمت والعيون مسلطه علي شاشات الهاتف المحمول التي اصبحت تقدم لنا كل ما نريده او يجول بخاطرنا العاب او معلومات او مكالمات او حتي تسوق وتعاملات بنكيه كل ما تفكر فيه اصبح بين يديك فتحس ان هذه هي نافذتك التي تطل بها علي عالمك الذي تسعي اليه… فجميع الاسره الاب والام والأولاد يحضرون معا جسديا بينما كل منهم شاردا بين ما سعي اليه واحضره بلمسة اصبع علي شاشة هاتفه المحمول..

الهاتف المحمول الذي اصبح وجوده توأما لحياة كل منا بل اصبح من اهم ضروريات حياتنا…
وهو الان يتم التسابق علي اقتناء كل ما هو حديث في عالم المحمول.. وما تم شرائه من اسبوع او اسبوعبن ما ظهر مثله اليوم يفقده جزءا كبيرا من قيمته الشرائيه.
وليس معني ما اقوله انني احمل هذه القطعة الحديديه المطعمه بالبلاستك نتيجه الفرقه الاجتماعية بل نحن من اساء اليها وجعل البعض يسبها رغم اهميتها…
فلا شك ان للهاتف المحمول ايجابيات في تيسير حياتنا واعمالنا وتواصلتا مهما ابتعدت المسافات..واصبح البعيد قريبا بمجرد ضغطة زر…

ومن العجب العجاب ان الام لكي تتمكن من قضاء واجبها المنزلي او حتي تشاهد مسلسل تتابعه عبر التلفاز اصبحت تقدم الهاتف رشوة لطفلها كي ينشغل بما عليه من العاب وصور واشياء ترفيهية..مما بجعل الطفل مفتونا بما يراه عبر هذه الشاشه التي تسرقه اضوائها والاصوات المصاحبه حتي اصبح اسيرا لها.. ومن نافذتي اقولها لقد اصبحنا كبيرا وصغيرا شبابا وشيابا رجالا ونساء أسري وسجناء خلف الشاشات..
وابدأ ابرهن علي ما اقول وانا جالس خلف هاتفي اكتب مقالي دخلت طفلتي واسمها يسر البالغه العام وثمانية شهور واخذت تلهو من حولي ولكي استمر في الكتابه ناولتها هاتف اخر مما جعلها تنام علي ظهرها وتشاهد وتقلب في التطبيقات التي هي بدورها تتعرف علي ما بداخل هذه القطعة الحديدية..

فاذا حسبنا الفترة الزمنية اليومية التي نقضيها خلف شاشات الهاتف المحمول ومواقع التواصل الاجتماعي سنصاب بصدمه مما اهدرناه من وقت ونقنع انفسنا انه تصفح سريع…
والسؤال الذي هو فحوي موضوع اليوم هل الانزواء خلف الشاشات يعتبر هروبا من الوحده او هو احد اسبابها؟؟
لذا نحتاج الي وقفه حقيقية جادة امام هذا الادمان الذي جعلنا سجناء واسري خلف شاشات الهاتف المحمول.

شاهد أيضاً

سارة نور تكشف عن تفاصيل موضة خريف 2021 للمحجبات

سامح علي في فصل الخريف ينتظر الجميع معرفة موضة هذا الفصل، وذلك لما له من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *