اختلفوا ما شئتم ولكن لا تتحدثوا باسم الشعب

بقلم / عبدالوهاب علام

استوقفنى اليوم صورة الطائره العسكريه التى تحمل الصليب وجرس الكنيسه دون النظر عن كونها حقيقيه او مفبركه لم انظر اليها كصوره تعبيريه لمناسبه عيد الميلاد المجيد ولكن نظرت اليها انها صوره تعبيريه عن الحاله المصريه الحاليه فتتبعت الصوره هى صوره عاديه تحدث في اي دوله محترمه ان يتم تهنئة ابناؤها ولكن كعادة المصريين تم توظيفها سياسيا وبات الكل يشرح ويضع تحليلاته طبقا لتوجهه السياسي

فمعارضي النظام جعلوا الصوره رمزا معبرا عن توجة السيسي في مسحنة الدوله او صلبنتها وانه اعلن عن ان الدوله باتت تحكم من الكنيسه وروج معارضي الصوره عن انه بات يقينا ان ما صرحوا به من قبل من ان السيسى يحكم بما انزل اللاهوت هو صحيحا والدليل هذه الصوره

ياتى مؤيدى النظام ليضعوا تعبيرا على الصوره بان السيسي هو الحاكم المصري الوحيد الذي رأب الصدع بين ابناء البلد الواحده وان هذه الصور انما هى اشاره على الاخوة بين ابناء الوطن الواحد وانها لفته من الرئيس واشاره ورساله الى دول العالم بان الشعب المصري لا يمكن ان يمزق

واصبح كل من الفريقين يوظف هذه الصوره طبقا لمنهجه السياسي فقط دون التفكر ولو لحظة واحده ان مصر منذ الفتح الاسلامى الى يومنا هذا لا يوجد بها اصلا تمزق بين ابناء الوطن خاصة من الناحيه الدينيه ولكن التمزق الحقيقي هو من الناحيه السياسيه فكلا ينتصر لفكره دون ان يفكر لحظه ان ينصت كلا منهما للاخر

الاختلاف العقائدى في مصر لم يكن يوما مصدر فتنه كيف وكل مؤمن بكتاب الله وهو القائل آمرا المسلمين (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ( . 

وقول رسوله صل الله عليه وسلم ( قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمّتِهِمْ أدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدّ مُشِدّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ، وَمُتَسَرّيهمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلاَ ذُو عَهْدٍ فى عَهْدِهِ.”
ويقول القرافى: (إن عَقْد الذمة يوجب حقوقاً علينا لهم؛ لأنهم فى جوارنا وفى خفارتنا، وذمّةِ الله تعالى، وذمّةِ رسوله)، ودِينِ الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء، أو غِيبة فى عِرْض أحدهم، أو نوع من أنواع الأذيّة، أو أعان على ذلك، فقد ضيّعَ ذمّة الله تعالى وذمّة رسوله (وذمة دين الإسلام(

وهذا يسير من كثير في ديننا ولكنى لست هنا في في مقام الخطيب عن سماحة الاسلام فمقام الخطيب وعالم الدين اكبر منى ولكنى اتحدث كمواطن مصري من ناحيه ومصري مسلم من ناحية اخرى واجزم ان مصر ليس بها فتنة عقائديه بل هى احداث دبرت بليل فقط لتكون وسيلة اما لسلطه او انتصارا لفكره فقط اما الحقيقه بعيدة عن ذلك بكثير

نرجع للصوره موضوعنا فيا معارضي النظام مصر لن تحكم من الكنيسه والسيسي لن يحكم بما انزل اللاهوت كون الامر لا يتعدى فعلا سياسيا لمداعبة مشاعر من يظنون أنفسهم اقليه في بلادهم بسبب الاعلام الذي دائما ما يصفونهم بالاقليه ولكن من وجهة نظري كمواطن هم اقليه في العقيده ولكن شركاء في وطن لهم ما لنا وعليهم ما علينا

ويا مؤيدى النظام الكلام ايضا لكم فالسيسي ليس بالملهم الذي كل اشاره منه تعبر عن مفهوم لا يدركه البشر وكل خطوة يخطوها اوشكنا على حمل ترابها فوق رؤسنا فهو بشر والصوره لا تتعدى عن كونها فكره قد يكون السيسي نفسه ليس على علم

فما كتب هذه الكلمات الا عندما رأيت الصوره قد اخذت اهتماما من كلا الطرفين دون داع وأعلم يقينا ان كلا الطرفين لن يتقبل كلامتى لاننى لم اناصر اي فكرا منهم وددت يوما ان اجد الاختلاف على فكره حقيقيه ومناقشه كيف نخرج من الازمه وددت لو اختلفنا حتى نتفق ان مصر تحتاج الى تكاتف حقيقي وليس اختلاف مزيف فالدماء التى ملئت ارض مصر اختلفتم عليها دون ان تتفقوا على انه دم انسان قد اهدر اختلفتم على كونه اخوانيا او من رجال الجيش والشرطه ولم تتفقوا يوما على انه انسان رب اسرة او شاب له ام واب انفطر قلبهما عليه

اختلفوا ما شئتم ولكن لا تتحدثوا باسم الشعب الذي يبكى اي دماء يراها حتى لو اختلف معها وينخلع القلب لقتل اي انسان

شاهد أيضاً

الأزمة في تونس: كيف وصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟

تحقيق/حماده جمعه في عام 2011 انطلقت شرارة ربيع الثورات العربية من تونس، وما لبثت أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *