ارادة الشعب هي السبب الرئيسي لقيام ثورة يوليو 1952م :

كتب : إسلام محمد السيد

اتضح بجلاء ووضوح فساد نظام الحكم في مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952 م وعجزه عن تقديم حلول سليمة للأزمة الخطيرة التي هددت البلاد، والتي تمثلت في التدهور المستمر في مستوى معيشة الطبقات الشعبية، مع عجز الإنتاج عن النمو بالسرعة التي تطلبها زيادة السكان والمتطلعات الشعبية المشروعة، ويهمنا من أمر هذه الأزمة أنها أخذت تتفاقم في الوقت الذي ازدهرت الروح الوطنية وازداد الوعي ضد الاستعمار داخل البلاد ، الأمر الذي انعكست صورته بوضوح على المسرح السياسي في مصر عشية الثورة
فلم تكن ثورة يوليو سنة 1952م ثورة سياسية فحسب، بل كانت أيضا ثورة اقتصادية وثورة اجتماعية
والثورات الاجتماعية – بوجه عام- تنقسم إلى قسمين : ثورات تسبقها نظرية ثورية تعبر عن مصالح طبقة، كما هو الحال في الثورة الفرنسية، التي قامت بها الطبقة البرجوازية (الرأسمالية) الفرنسية، والثورة الروسية، التي قامت بها الطبقة البروليتارية ( العمالية)، وثورات قامت دون أن تسبقها نظرية ثورية لأسباب خاصة بها، كونت نظريتها من خلال التطبيق العملي، ومن هذه الثورات ثورة 23 يوليو
فلم تستهدف الثورة أصلا البقاء في الحكم، وكانت تنوي تسليم السلطة إلى الأحزاب البرجوازية القديمة، وبالتالي فقد كان من الطبيعي ألا تكون وراءها ايديولوجية معينة، تحدد بخطوات مسيرتها وأسلوب عملها الثوري، فلم تكن هناك قبل ذلك نظرية ، وقد أكد الرئيس ” جمال عبد الناصر” هذه الحقيقة وأبرزها في خطبه وتصريحاته ففي حديثه للتليفزيون الأمريكي يوم 26 أغسطس 1961م قال: ” منذ تسع سنوات لم تكن هناك خطة، ولكن كان هناك ستة مبادئ أساسية” و هي القضاء على الاستعمار وأعوانه و القضاء على الإقطاع و القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم والقضاء على الاحتكار و انشاء جيش وطني قوي و إقامة عدالة اجتماعية بين أبناء الوطن و إقامة حياة ديمقراطية سليمة

.
وفي خطاب ” جمال عبد الناصر” في الاجتماع الأول للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني قال: ” احنا ظروفنا جت أن تطبيقنا الثوري، يمكن سابق النظرية ” ! وفي نفس الخطبة قال: ” ماكنش مطلوب مني أبدا في يوم 23 يوليو أني أطلع معايا كتاب مطبوع وأقول أن هذا الكتاب هو النظرية ! مستحيل! لو كان قصدنا نعمل الكتاب ده قبل 23 يوليو ما كناش عملنا 23يوليو، لأن ما كناش نقدر العمليتين مع بعض” ، وقد جاء ” الميثاق” بعد ذلك ليؤكد هذه الحقيقة ، وقال:” إن هذا الشعب البطل بدأ زحفه الثوري من غير تنظيم سياسي يواجه مشاكل المعركة ، كذلك فإن هذا الزحف الثوري بدأ من غير نظرية كاملة للتغيير الثوري، من هنا يتضح لنا ان ارادة الشعب – و ليست الخطط الجاهزة- كانت هي السبب الرئيسي لاندلاع ثورة يوليو 1952 م و تخلص الشعب من نير الحكم الملكي الي عهد الجمهورية و الحرية .

 

شاهد أيضاً

زيارة وفد إعلامي عربي لعدد من الأماكن السياحية والأثرية بمصر

كتب : ماهر بدر اختتم وفد إعلامي من أبرز الصحف ووكالات الأنباء والتليفزيونات العربية زيارته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *