قصيدتي عَجِيبُ الْخَلْقِ
وَعِلْمٍ ذَاعَ قَدْ فَاضَتْ مَسَالِكُهُ
فَمُعْطٍ ذَاكَ بِالتَّكْرِيمِ لَلَّهُ
فَلَا تَعْجَبْ لِشَيْخٍ قَامَ فِي أَلَقٍ
فَلَوْلَا اللّٰهُ شَاءَ الْفَضْلَ نَحَّاهُ
أَلَا تَنْظُرْ ؟! فَفَضْلُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ
لِدُودِ الْأَرْضِ فَالْأَحْيَاءُ تَخْشَاهُ
فَلَا تَلْبَثْ وَدَقِّقْ فِي مَكَامِنِهَا
وَلَا تَعْجَزْ وَأَمِّلْ فِي عَطَايَاهُ
فَيَوْمُ الْمَوْتِ لِلْأَرْزَاقِ مَوْعِدُهَا
تَدُورُ بِقَلْبِ ذَاكَ الْجِسْمِ تَرْعَاهُ
فَمَنْ بِالْوَحْيِ وَالْإِلْهَامِ أَسْكَنَهَا ؟
وَمَنْ لِلرِّزْقِ وَالْإِنْعَامِ تَلْقَاهُ ؟
وَمَنْ فِي خَلْقِهَا بِالْجِدِّ أَبْدَعَهَا ؟
وَمَنْ فِي وَصْفِهَا بِالْقَلْبِ رُؤْيَاهُ
عَجِيبُ الْخَلْقِ نَمْلٌ لَسْتَ تَنْظُرَهُ
قَتُولٌ كُلَّ مَنْ بِالظُّلْمِ عَادَاهُ
مُلُوكٌ لَوْ عَكَفْتَ الْعُمْرَ تُنْفِقُهُ
عَيِيتَ وَلَا تُحِيطُ سِرَارَ مَأْوَاهُ
وَكَمْ لِلَّهِ مَنْ حِكَمٍ وَمِنْ عِبَرٍ !
إِذَا بِالْقَوْلِ فِي الْقُرْآنِ سَمَّاهُ
نَبِيٌّ ظَلَّ فِي الْمِحْرَابِ مُبْتَهِلَاً
لِقَوْلِ النَّمْلَةِ احْتَرِزُوا تَحَاشَاهُ
أَتَى تَحْذِيرُهَا بِالْأَمْرِ مُعْجِزَةً
نَظَلُّ إِلَى لِقَاءِ اللَّهِ نَقْرَاهُ
بَلَاغَتُهَا نِدَاءٌ كَانَ تَكْنِيَةً
فَتَنْبِيهٌ فَتَسْمِيَةٌ تَخُصَّاهُ
فَأَمْرٌ خُصَّ بِالتَّعْلِيلِ يَشْمَلُهُ
فَعُذْرٌ إِنْ إِلَى التَّحْطِيمِ مَثْوَاهُ
فَوَاعَجَبَاً لِفَنِّ الْقَوْلِ تُذْرِفُهُ
لَهَا عِلْمٌ وَجَلَّ اللَّهُ أَعْطَاهُ
وَلَا بَشَراً لِذِي فِي عِلْمِهَا كُفُؤٌ
سِوَى مَلَكٍ إِلَهُ الْخَلْقِ أَبْرَاهُ