تاريخ رأس الإمام الحسين بمصر

بقلم : إسلام محمد السيد
الإمام الحسين هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، و هو ابن السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي صلي الله عليه و سلم و حفيد رسول الله صلي الله عليه و سلم و سيد شباب أهل الجنة.
قام رسول الله بتسمية الحسين و قال: ” الحسين مني و أنا منه , من أحب الحسين أحبه الله, حسين سبط من الأسباط”.
استشهد الإمام الحسين في موقعة “الطف” بمدينة كربلاء تلك الموقعة التي دارت رحاها في عصر الدولة الأموية في عهد يزيد بن معاوية بين أنصار الحسين والجيش الأموي
أما عن أسباب هذه الموقعة قترجع إلي بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان ، فقد أرسل ابنه يزيد بن معاوية واليه علي المدينة (الوليد بن عتبة بن أبي سفيان) إلي الإمام الحسين ليأخذ منه البيعة ليزيد ، أي لكي يبايع الحسين يزيد بن أبي سفيان خليفة للمسلمين . فرفض الإمام الحسين و أصر علي أن تكون البيعة عامة و لا تقتصر عليه وحده. و ترك الحسين المدينة و انتقل هو و أهله إلي مكة ليكون بعيداً عن أجواء التوتر.
و في ذات الوقت كان أهل الكوفة قد رفضوا أن يتولي يزيد الخلافة خلفاً لوالده معاوية بن أبي سفيان ، و أرسلوا إلي الحسين بن علي يريدون أن يبايعوه ليكون خليفة المسلمين. و قدر عدد المتشيعين للحسين بحوالي 12 ألف، و قيل في رواية أخري 30 ألفاً.
أرسل الحسين ابن عمه (مسلم بن عقيل بن أبي طالب) إلي أهل الكوفة ليعرف موقفهم و استعدادهم لمناصرته ، ولكن يزيد بن معاوية علم بقدوم مسلم فأرسل إلي واليه علي البصرة ليتعقب مسلم بن عقيل و يقتله هو من أتي معه. فقتله والي البصرة و أرسل برأسه و رؤوس من جاءوا معه إلي يزيد في دمشق.
و في يوم الثامن من ذي الحجة من عام 60 هجرية ، قرر الإمام الحسين الزحف إلي الكوفة ، و قد شد من أزره آنذاك أهل مسلم بن عقيل ليأخذوا ثأره ممن قتله.
و في كربلاء في العاشر من محرم سنة 61 هجرية دارت معركة حامية شارك فيها أكثر من ألف فارس من أتباع عبيد الله بن زياد والي البصرة من ناحية يزيد بن معاوية و أنضم إليهم أربعة آلاف مقاتل ، أما أتباع الحسين بن علي فقد كانوا قلة، فلم يخرج أهل الكوفة للقتال معه و لم يثبت معه إلا ثمانون رجلاُ ، قتلوا جميعاً و قتل إمامهم الحسين و فصلت رأسه عن جسده و سبيت نساء بيته من أخواته و بناته و أرسلن جميعاً إلي يزيد بن معاوية في دمشق.
و من الجدير بالذكر أن الإمام الحسين –رضي الله عنه- لم يقم بزيارة مصر في أثناء حياته … فنريد أن نتتبع في السطور التالية قصة وصول رأسه الشريفة إلي مصر
فيذكر المؤرخون أنه قد خرج قوم من بني أسد في العراق إلي ميدان الموقعة و قاموا بالصلاة علي سيدنا الحسين و أهل بيته ممن استشهدوا معه ، ثم قاموا بدفن الجثمان حيث موضعه اليوم بكربلاء .
أما رأسه التي أُرسلت إلي يزيد بن معاوية ، فقد ذكر المقريزي أن الرأس مكث مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام ، ثم أٌنزل في خزائن السلاح حتي ولي سليمان بن عبد الملك ، فبعث فجئ به و قد صار عظماً أبيضاً ، فجعله في سفط و طيبة و جعل عليه ثوباً و دفنه في مقابر المسلمين.
و هناك رواية آخري تذكر أن الرأس دفنت في مواضع كثيرة قبل أن تستقر في مدينة عسقلان في فلسطين ، و عندما جاءت الحملات الصليبية علي الشام و حاصر بلدوين الثالث مدينة عسقلان ، خشي الفاطميين أن يصل الصليبيين إلي رأس الحسين ، فقامت الحامية الفاطمية في عسقلان بأخذ الرأس الشريف و حملتها إلي مصر و ذلك قبل دخول الصليبيين و استيلائهم علي عسقلان عام 1153 م / 548 هجرية.
و لقد أمر الخليفة (الفائز) الفاطمي في مصر بحفظ رأس الإمام الحسين في علبة في أحد سراديب قصر الزمرد، إلي أن تم بناء مشهد لها بالقرب من الجامع الأزهر الشريف و ذلك في عام 1154 م / 549 هج ، و هو المشهد الحسيني الموجود حالياً مواجهاً لجامع الأزهر.
في بادئ الأمر لم يكن هناك مسجد بجوار الضريح ، و لكن فيما بعد قام الحكام و الأمراء بالعمل علي عمارة الضريح و ما حوله حتي تحول إلي مسجد و زادوا في مساحته حتي وصل إلي شكله الحالي.
و يوجد الآن داخل الضريح حجرة التابوت التي بها رأس الإمام الحسين ، و لقد وضعت الرأس داخل التابوت علي كرسي من الأبنوس ، و هي ملفوفة في برنس أخضر ، و حولها نصف أردب من الطيب لا يفقد رائحته.
أما التابوت فهو مصنوع من الخشب الساج الهندي و مكون من ثلاثة أجناب فقط و مدفون في الطبقة الثالثة من القبة.
و لم يتبق من المشهد الفاطمي للإمام الحسين في الوقت الحالي سوي أحد أبوابه المعروف باسم (الباب الأخضر) و الذي يقع بالقرب من الركن الجنوبي للضريح ، و يعد أقدم أجزاء البناء و يرجع تاريخه إلي تاريخ بناء المشهد في العهد الفاطمي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏ليل‏ و‏في الهواء الطلق‏‏‏

شاهد أيضاً

شاهد تعليق تهاني التري : على خارطة النجاح لدولة الإمارات !!

متابعة : نبيل أبوالياسين قالت المستشارة “تهاني التري” نائب رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *