شوقى القناوى ..” جنرال ” الموال الشعبى

عبدالعليم مبارك

مع بدء حصاد القمح فى خمسينات القرن الماضى كان اصحاب صناعة الالات الموسيقية ( الربابة – الناى – الطار- الرق ) وهم انفسهم يعيشون عيشة المتسولين يذهبون الى الغيطان فى مواسم الحصاد ليحصلوا على “الذرة ” و”القمح” من اصجاب الارض حيث ينتمى هؤلاء الى الغجر ولكن الغجر فى قنا يقال لهم الحلب او الحلبة وهم يحترفون المهن التى يتأفف منها العرب والهوارة والاشراف فى قنا ومن هذه المهن العزف على الربابة ورواية سيرة بنى هلال وهم ايضا اصحاب عادات وتقاليد تخالف ما يعرفه الناس فى قنا بشكل خاص والصعيد بشكل عام لكن هؤلاء الناس قدموا خدمة للثقافة الشعبية المصرية تمثلت فى حفظ التراث الفنى
فى احدى زيارات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الى الصين قدموا له عروضا من الفن الشعبى الصينى قررت مصلحة الفنون فى هذا الوقت (حاليا المجلس الاعلى للثقافة ) واذى كان يرأسها الاديب المعروف يحيى حقى الاستعداد لزيارة رئيس الصين ردا على زيارة عبد الناصر فقررت المصلحة تشكيل فرقة فنون شعبية واختار حقى لهذه المهمة فنانا كبيرا هو ذكريا الحجاوى وتفرغ الحجاوى لمهمته القومية وطاف النجوع والدلتا والصعيد وعاد من هذه الجولة بعدد من الفنانين الشعبين الكبار منهم خضرة محمد خضر وشمندى ومتقال وشوقى القناوى
والقيمة الفنية لهؤلاء الاربعة خضرة محمد خضر وشمندى ومتقال وشوقى القناوى ظلت محفوظة لدى المهتمين بدراسة الثقافة الشعبية المصرية ، وشوقى القناوى يقف على رأس فريق الفنانين وله تسجيلات عديدة فى الاذاعة والتليفزيون ، رغم انه لم ينجح فى اعتماد نفسه راويا للسيرة الهلالية لانه لم يمتلك الوعى ، أو النص الكامل لهذه السيرة رغم ان ” سيد الضوى” وهو حلبى مثله استطاع ان يحقق ذاته ويصبح احد رواة السيرة المعتمدين لدى الباحثين ويبقى ” شوقى القناوى “على عرش الموال وحيدا بما فى ذاكرته من “صور” و”حكايات “وقدرته على تصوير الام الناس فاصبح من حقه علينا ان نعتبره “جنرال الموال الاحمر” وهو نوع من المووايل يصور الهزائم العاطفية والغربة والموت وغدر الزمان وضياع الاحلام والوحدة والشقاء الذى عاشه الفلاح المصرى طول حياته ومن اشهر مواويله : ياغرام ما بحرك واسع ، اذا سابنى الندل ، موال اصل المحبة الوداد ، اتقل من الرمال حملى ، نزلت سوق الجمل وغيرها من المواويل التى تمثل التراث الفنى للثقافة الشعبية المصرية .