(وطنٌ ينامُ على حريرِ خدودِنا )

كتب الشاعر خالد قاسم
نام المساء على فمي فتكلما = لمّا
طواه الصبح أنَّ تلعثما !
وهجٌ على صمتِ الشفاهِ يقول لي =
ما كنت أشرقُ كي أبوحَ لِتَفْهَمَا
كم طُفتُ في مدن التمني حالما =
وعلى بريقِ الحلمِ ذُبتُ توهّما
لا زهوَ لي , دومًا أراني غائبا =
حتى خياليَ إن بدا لي غَيّمَا
ضوضاءُ عالمنا يفورُ فراغهُ =
وعلى صدى الأوجاعِ أطبقَ
وارتمى
بوابتانِ من الأسى , وتقهقري =
فأمرُّ خوفًا من ورائيَ مُرْغَما
أنا زارعُ الأحلامِ فجرًا ناديًا =
وعلى مدايَ أرى مسائيَ قد نَمَا
أنا ما سقيتُ الصبحَ إلا بسمةً =
حتى كأنَّ الصبحَ فيَّ تبسّما
لم يعلموا أني إذا زاد الأسى =
خبأتهُ تحت السكوتِ تَكَتّمَا
خلفي أسيرُ لدربِ جيلٍ ضاحكٍ =
فأمامَ بابيَ حزنُ جيلٍ خَيَّمَا
أنا ما صعدت إلى القلوبِ بزهرةٍ =
حتى جعلتُ ضلوعَ صدريَ سُلَّما
كتبٌ تعاتبني وأقلامٌ بكتْ =
والحزنُ يقرأُ جملةً كي يرسما
لم اقرأ الأشياءَ إلا بعدما = قالت
حروفُ النهيِ (لا) لن أجزما
ما قد عصاني الشعرُ ليلةَ ناسكٍ =
شيطانُ شعريَ إنْ أتاني أسلما
في كلِّ عينٍ أغلقوا دورانها = وغدا
لسانُ الخوفِ لم يفتحْ فَمَا
جفّتْ شرايينُ الوفاءِ ببلدتي =
فرويتُ شريانًا يجافيني دَمَا
وطنٌ ينامُ على حريرِ خدودِنا =إنْ
تُسْقطي الدمعاتِ زادَ تألّمَا
دمعتْ قناديلُ الرجوعِ بشارعي =
صار الطريقُ إلى ضيائكِ مظلمَا
ما مَرّةً قال الجمالُ أنا هنا = وإذا
رآكِ الحُسنُ قالَ وأقسما
إنْ كان حزنيَ فوقَ جرحكِ نسمةً =
جمَّعتُ من حزني لجرحكِ بلْسَمَا
ضُمّي رموشَكِ فالفؤاد مقاتلٌ =
وبكلِّ رمشٍ كم تدفّأَ واحتمى
لم يبقَ لي إلا مواسم نظرةٍ = إني
انتظرتكِ في عيونيَ موسما
يا بسمةً تحت الجفونِ بريقها =
يا كم رأيت ضياءها فوق اللمى
لا تحجبي عني انكسارَ تبسّمٍ =
فزجاجُ ضحكتنا الأسيلُ تهشّما
حبلُ الوفاءِ على أصابعِ رحلتي =
أدمتْ عهودكِ حين أمضي المعصَما
>>>>>>>>>>>>>>>

شاهد أيضاً

جلسة تصوير “رومانسية لريهام أيمن وشريف رمزي من المصور إسلام سليمان

سامح علي خضع الفنان شريف رمزي وزوجته الفنانة ريهام أيمن لجلسة تصوير مع المصور إسلام …