إنحسار مياة البحر عن الشواطئ ظاهرة طبيعية

كتب حماده جمعه 
أرجع بيان لمجلس الوزراء،  ، انحسار المياه عن سواحل البحر المتوسط الذي رصدته محطات رصد حركة المياه في البحار التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إلى ظاهرة المد والجزر، نافيًا إمكانية تعرض السواحل لموجات تسونامي.
جاء البيان الحكومي بعد يومين من تداول صور تُظهر انحسار مياه البحر المتوسط في عدة مناطق على السواحل الشمالية، أبرزها محافظة شمال سيناء، كانت لافتة أكثر على سواحل مدينة بئر العبد.
من جانبها، قالت مصادر محلية في أكثر من منطقة في شمال سيناء، لـ«مدى مصر»، إن حالة انحسار المياه لافتة بشكل لم نعتد عليه، وظاهرة جليًا حول ألسنة البحر، حيث ينخفض المنسوب حول الكتل الخراسانية بشكل كبير.
حالة القلق التي أصابت قاطني المناطق الساحلية التي شهدت الظاهرة، عززها تزامن الظاهرة مع الزلزال الثاني خلال أقل من شهر، والذي ضرب تركيا وسوريا، أمس، بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر، حيث اعتقد البعض أن يكون الانحسار مؤشرًا لموجات «تسونامي».
وعقب زلزال أمس، أعلن مجلس الوزراء أن منطقة الزلزال تبعد عن الحدود المصرية الشرقية نحو 500 كيلومتر شمال مدينة رفح في شمال سيناء.
من جانبه، قال مصدر مسؤول في ديوان عام محافظة شمال سيناء لـ«مدى مصر» إن إدارة الهيئة العامة للثروة السمكية في المحافظة أخطرتهم بانحسار المياه عن سواحل المحافظة بشكل غير معتاد، أعقب ذلك إخطار المحافظة للهيئة العامة لحماية الشواطئ، والتي مقرها في الإسكندرية، بتلك الظاهرة لإرسال فرق رصد ومعاينة، وهو ما لم يحدث حتى كتابة النشرة، لافتًا إلى أن هيئة حماية الشواطئ نُقلت من شمال سيناء عقب 2011 لأسباب أمنية وبحسب المصدر «من ساعتها مدخلوش المحافظة تاني».
مصدر مسؤول آخر يعمل في المحطة البخارية لتوليد الكهرباء، والمقامة على الشاطئ الغربي لمدينة العريش، وتعتمد على مياه البحر في عمليات تبريد التوربينات، قال لـ«مدى مصر» إن أجهزة المحطة المختصة باستشعار نسبة المياه أمامها على الشاطئ سجلت أرقامًا أقل من المعتاد عن انخفاض منسوب البحر عن الشاطئ المقابل للمحطة، مؤكدًا عدم تأثر عملية توليد الكهرباء في المحطة.
وعن انحسار المياه بشكل لافت عن شواطئ مدينة بئر العبد، قال مصدر مسؤول في الهيئة العامة للثروة السمكية في شمال سيناء، لـ«مدى مصر»، إن الانحسار حدث في منطقة شاطئ الرواق الذي يعتبر أحد تفرعات بحيرة البردويل، ويبلغ عمقه نحو 40 سنتيمتر، وبسبب قلة العمق يظهر انحسار المياه بشكل لافت، على خلاف الشواطئ العميقة التي يكون عمقها مترين فأكثر، مؤكدًا أنها ظاهرة تتكرر بشكل دوري طوال العام ولا تعتبر إشارة بحدوث شيء.
وعن ربط زلزال تركيا وسوريا بانحسار مياه البحر المتوسط وحدوث موجات تسونامي، أكد علي عبد العظيم تعيلب، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الأسبق، إن ظاهرة «تسونامي» أو الطوفان البحري لا تحدث نتيجة زلزال مصدره اليابسة، ولكن تحدث في حالة أن يكون الزلزال مصدره القشرة الأرضية أسفل البحر أو المحيط، مفسرًا أن الترجمة الدقيقة لـ«تسونامي» من اليابانية إلى العربية تعني «موجات الميناء».
وضرب تعيلب مثالًا بموجات تسونامي التي وقعت في 2004 بالمحيط الهندي، وضربت شواطئ إندونيسيا، أو كما حدث في اليابان المطلة على المحيط الهادي في 2011، وفي الحالتين كان مصدر الزلزال قاع المحيط.
ورجح تعيلب أن انحسار البحر عن الشواطئ جاء بسبب انتهاء النوة التي ضربت السواحل الشمالية الأسبوع الماضي وكانت شديدة، فيما شدد على استحالة أن يؤثر زلزال تركيا على مصر، سواء في البحر أو اليابسة، نافيًا أيضًا أن تكون الأخبار المتداولة عن وجود تشققات في كورنيش الإسكندرية لها علاقة بزلزال تركيا.

شاهد أيضاً

الرئيس التونسى يأمر بإعتقالات واسعة فى صفوف المعارضة التونسية

كتب حماده جمعه  شَنت الشرطة التونسية، أمس، حملة اعتقالات ضد معارضين بارزين للرئيس قيس سعيد، …

%d مدونون معجبون بهذه: