الآثار مقابر البشر

رواية / محمد عاطف السعيد
أحمد محمد شاب لم يتجاوز عمره ٣٥ عام خدعوه بقولهم انك ستصبح غني في ساعات وانك ستصير سيد في مجتمعك بمجرد وصولك الي الكنز المزعوم
أحمد ذاك الشاب المسكين الذى دفعته حالته المادية السيئة الي التسليم لهذه الافكار ومن قبل اﻹستسلام لوضعه الذى ساء عزم أحمد ورفاقه اﻷربع علي التنقيب عن كنوز الفراعنة نعم أنهى آثار مصر وحضارتها التي يشهد لها الجميع بمدى عظمتها وقدرتها علي الصمود لتكون شاهد ودليل علي خلود ذكرى أجدادنا من عظماء مصر
اﻵثار صاحبة القيمة الفكرية العظيمة قبل ان تكن صاحبة الأثمان الباهظة تلك الاثمان التي دفعت احمد ورفاقه علي المخاطرة بأعمارهم والدفع بأرواحهم نحو الموت السريع لقد ظلوا يبحثون عن اﻵثار ثلاثة أشهر من نوفمبر عام 2015 إلى حدوث الكارثة في الأول من فبراير 2016 الغريب
أى سحر وخداع وتضليل تعرض له عقول هؤلاء المساكين وكأنهم تعرضوا لعملية غسيل مخ بحيث أنهم غيبوا كالانعام بل هم أضل سبيل لم تكن تلك هيا الجريمة الأولى من نوعها وليست بالاخيرة فبعد يومين الكوامل قرية غرب المنشاة نفس الحادث ويذهب ضحيته ثلاثة من الشباب الغريب
العنبرية تلك القرية الصغيرة التابعة لمركز المنشاة محافظة سوهاج كانت هيا مسرح الاحداث التي وقع علي ارضها تلك الجريمة الاخلاقية والإنسانيه يا ليتهم نجوا وعاشوا تحت جناح الفقر بالطبع هذا حالهم اﻵن يقولون لو رجعت لرضيت بمعيشتى إنه فجر اﻷول من فبراير باتت القرية آمنه
ولكن لم تكن تعلم ما يخبئ لها القدر لقد مات احمد ورفاقه عندما انهارت فوقهم طبقات اﻷرض لتكن آثارهم المزعومة هى قبورهم
لم تكن الجريمه التى حدثت هى الأخيره ؛ تكررت مره أخرى بعدها بأيام
نفس الحادث يعاد ويذهب ضحيته ثلاثة من الشباب الغريب والاغرب وما اثار إندهاشى هو عدم تسليط اﻹعلام ولا الصحافة علي هذه الظاهرة الخطيرة التي تعصف بمصر عامة وبالصعيد خاصة
جال في خاطري من السبب هل رجال الفكر والرأي أم هو القانون الذي لم يغلظ عقوبة الذي ينقب علي اﻵثار أم رجال الدين الذين أصبح شغلهم الشاغل الحديث عن السياسة وأمورها أم هو المجتمع كله الذي سمح ﻷمثال هؤلاء المخربون من الدجالين الذين يزعمون علمهم بأماكن المقابر الأثريه
يا سادة إلي متي ستظل تنزف مصر من كبدها خيرة شبابها هذا بحرب اﻹرهاب وذاك بغسيل عقله وتلك بتغرير دينه سؤال أوجهه إلي ميزان العدالة لماذا انت صامت نحو تلك الدماء واﻷرواح التي باتت تزهق صباح مساء نداء عاجل الي أرباب الأقلام وعظماء الفكر صوبو عقولكم نحو هذه الظاهرة قبل ان تدخل بيوتكم ليس هكذا فحسب قبل ان تسكن قلوبكم
لابد أن يستشعر الجميع بالخطر الذي أوشك أن يهدد الجميع حتي تستطيع أن تعيش مصر فى سلام أخلاقي وإنساني قبل أن يكن أمني