رصيد المشاعر

بقلم عبد العليم مبارك

النفس البشرية كتلة من المشاعر الإنسانية التي تسمو بها الذات حيث العلاقات الإنسانية التي تربط بين الناس ، فالاحاسيس رصيد مهم لا يمكننا الاستمرار بدونه فهي جواز المرور عبر بوابة الثقة التي نمنحنها للآخرين من خلال تعاملاتنا معهم ، بل قد تمثل الرصيد العاطفي في بنك المشاعر الذي يودع المبادئ والقيم والأخلاق حيث الحب والاحترام والشكر والتقدير والوفاء بالوعود والإلتزام بالعهود .
كلما ازداد رصيد المشاعر ازدادت اواصر التألف والرقي في العلاقات التي نبنيها مع المحطين بنا لنعيش في بستان الحياة وسط أزاهير الأمل التي تجعل القلب يخفق فرحا دون التفكير في الآلام والأحزان وسوء تقدير الأمور .
لكن في بعض الأحيان تأتي الأخطاء التي لا نعبرها اهتمامنا لكنها تفقدنا السيطرة علي الاعصاب وتؤدي الي خفض حجم الثقة في نفوس من أخطأنا بحقهم ليكون الإعتذار اول أدوات تعزيز العلاقات لأن التغير يبدأ من التأثير باعتبار الإساءة مهما كانت صغيرة فهي تسبب إيذاء للمشاعر وتدهور الإحساس ولا تمحو تراكماتها وظلام لياليها سوي الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة التي تضئ سماءها وتسطع أشعة بهائها في الأعماق بكل شفافية .
هناك بعض المهارات إذا استطاع الإنسان اتقانها فإنه يمتلك أحداهم مفتاح السعادة عن طريق التواصل مع البشر بأجمل معاني المحبه والإخلاص .. فكلما سما الإنسان بعواطفة ارتقي الي مصاف السعداء بعطائهم حيث إدارة الذات بطريقة ذكية يتمكن بها المرء من احتواء الآخرين مما يبعث الي نبضات فؤاده بريق المودة والاطمئنان حينما يحتاج إليه ..
ذلك هو الرصيد الحقيقي الذي نمتلكة في بنك المشاعر تجاه علاقاتنا الإنسانية ..).

شاهد أيضاً

الأزمة في تونس: كيف وصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟

تحقيق/حماده جمعه في عام 2011 انطلقت شرارة ربيع الثورات العربية من تونس، وما لبثت أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *